إن ما يحدث على أرض الشام وخاصة درعا وجبل الزاوية هو أمرٌ عظيم، ولا يخفى على أحد.
ولكن الأعظم من ذلك هو سكوت أهل العلم عما يفعله القادة، يصعد الخطيب إلى المنبر ويقول لا نملك لهم إلا الدعاء والمال، وينسى أو يتناسى أس الداء وسبب البلاء، وأساس المشكلة التي أوصلتهم إلى هذه الحال؛ ألا وهي المنظومة الفصائلية التي ارتضت لنفسها أن تكون تَبعاً للمتآمرين والداعمين ورهن أمرهم.
يقول سبحانه وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾، ويقول رسول الله ﷺ: «الْعُلَمَاءُ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ».
إننا يجب أن نبني مواقفنا على ما يقربنا إلى رضا الله ويبعدنا عن سخطه جل وعلا، فالتفكير بنار جهنم بضع دقائق يذهب العقل، فكيف القعود بها، أجارنا الله وإياكم منها، فمال الدنيا ونعيمها كله لا يساوي غمسة واحدة في النار بل ولا نظرة إليها.
فلا يغرنكم يا أهل الشام وخاصة عناصر الفصائل وعود القادة بالمناصب أو وعيدهم لكم بالاعتقال والتعذيب.
إن النصر لا يتحقق إلا بالثبات على الحق وتقديم التضحيات والإخلاص لله وحده، فلولا نصر الله عز و جل ومن ثم تضحيات الذين سبقونا لما وصل الإسلام إلينا، ولن يكتفي التاريخ بتسجيل مواقفنا على صفحاته، بل سنحاسب عليها عند وقوفنا أمام الله عز وجل، فلنعمل لما يرضي الله عز وجل ولنحذر الوقوع في سخطه فذلك هو الخسران المبين في الدنيا والآخرة، ﴿وَاتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ﴾.