قامت أجهزة النظام الأردني الأمنية القمعية، يوم الجمعة 10/11/2023م، باعتقال عدد من شباب حزب التحرير بعد صلاة الجمعة وتم اقتيادهم إلى جهات غير معروفة، على إثر توزيع شباب الحزب نشرة على المصلين في عدد كبير من مساجد الأردن بعنوان "أيها الجند في جيوش المسلمين ﴿أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ﴾" خاطبت الجند في جيوش المسلمين: "ألا تؤثر فيكم دماء إخوانكم التي تسفك في غزة هاشم؟! ألا تحرككم صرخات الأطفال ونداءات النساء واستنصار الشيوخ فتنصروهم؟!"، وجاء فيها: "أطاعةُ الله خير أم طاعة حكامكم الذين يحاربون الله ورسوله ويوالون أعداء الله ورسوله؟!" وجاء فيها: "إن كيان يهود ليس أهل حرب ولا قتال، فهم جبناء وقد ضربت عليهم الذلة والمسكنة.. وأنتم ترون فتية مؤمنة من إخوانكم بأسلحة لا تقارن بأسلحة يهود ومع ذلك يضربونهم بقوة".
فهل أصبحت هذه الدعوة والتذكير بكلام الله وبيان الواجب الذي يمليه الشرع بقتال يهود ونصرة المسلمين الذين يبادون أمام مرأى وسمع العالم، ناهيك عن حكام المسلمين المتخاذلين، هل أصبحت تستدعي من النظام اعتقال الشباب المؤمن الذي لم يسعه القعود عن مخاطبة أهل القوة بخطاب الإسلام؟! إنما يدل ذلك ويكشف حقيقة هذا النظام حليف يهود والحامي لحدوده، الذي باتت جماهير الشعب في الأردن تعلمه، بل وتنطق به جهارا نهاراً.
إن النظام في الأردن، كغيره من الأنظمة الحاكمة في بلاد المسلمين، ترعبه دعوة استنصار الجيوش، وترعبه فكرة نصرة المستضعفين من خلال أهل القوة، لعلمه أن هذه الدعوة ستؤول إلى زوال حكمه، فهو مجرد كيان وظيفي لحماية كيان يهود وحراسة حدوده، لذلك يحاول إسكات كل صوت يوجه الناس تجاه الحل الحقيقي والشرعي لنصرة فلسطين.
وإننا كما عهدتنا الأمة الإسلامية الرائد الذي لا يكذب أهله، وإن هذا الاعتقال والقمع لن يثنينا عن الصدع بالحق وبيان زيف هؤلاء الحكام وتبعيتهم للكفار المستعمرين، ونؤكد أن هذه الاعتقالات لن تفتّ في عضد حملة الدعوة ولن تزيدهم إلا عزماً وثقةً بالله سبحانه وتعالى، وثباتاً على طريق الحق.. ولن تزيدهم إلا يقيناً بنصر الله لعباده المؤمنين ولو بعد حين، ﴿أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللهِ قَرِيبٌ﴾.