أعلن عن فوز حزب الحرية الهولندي بزعامة خيرت فيلدرز في المرتبة الأولى في الانتخابات التشريعية التي أجريت في هولندا يوم 22/11/2023، إذ حصد نحو 35 مقعدا من أصل 150 مقعدا التي يتشكل منها البرلمان. وتلاه في المرتبة الثانية تحالف اليسار - البيئيين بزعامة فرانس تيمرمانز بحصوله على 25 مقعدا، وفاز في المرتبة الثالثة حزب العقد الاجتماعي الجديد بنحو 20 مقعدا. وأكد فيلدرز أن حزبه بات قوة لم يعد ممكنا تجاهلها، داعيا الأحزاب الأخرى إلى العمل معه لتشكيل ائتلاف حكومي، إلا أن زعماء الأحزاب الرئيسية الثلاثة الأخرى أكدوا رفضهم المشاركة في حكومة يقودها حزب الحرية. ويقول خبراء إن الأحزاب الأخرى قد ارتكبت خطأ استراتيجيا بتركيزها على الهجرة، ما صبّ في مصلحة حزب الحرية الذي يعادي الهجرة والمهاجرين ويناهض الإسلام والمسلمين. وقد أعلن رئيس الوزراء الهولندي المنتهية ولايته مارك روته في تموز الماضي أن سبب سقوط حكومته هو الخلافات التي لا يمكن التغلب عليها حول الهجرة.
ولكن قيام فيلدرز بتعديل مواقفه بقوله إنه "في حالة فوزه سيكون رئيسا للوزراء لكل شخص في هولندا بغض النظر عن الدين أو الأصل أو الجنس أو أي شيء آخر، وإن هناك مشاكل أكثر إلحاحا من خفض عدد طالبي اللجوء"، ربما يكون عاملا مساعدا له لتشكيل حكومة على شاكلة ما حصل في إيطاليا عندما وصلت أحزاب مشابهة إلى الحكم، فسارت على سياسة إيطاليا والاتحاد الأوروبي.
وقد رحبت رئيسة حزب التجمع الوطني الفرنسي مارين لوبان كما رحب رئيس وزراء المجر القومي فيكتور أوربان، بفوز حزب الحرية الهولندي. إذ إن دعوات هذه الأحزاب وطنية وقومية ترفض الاندماج في الاتحاد الأوروبي وتسعى إلى الخروج منه وإلى المحافظة على الهوية الوطنية والقومية لكل بلد. إذ إن الأفكار الرأسمالية والديمقراطية والعلمانية التي يتبناها الغربيون فاشلة إلى أبعد الحدود فلم تستطع أن تعالج مشكلة القومية عندهم، ولا أن تصهر شعوبهم في بوتقة واحدة، بينما نجح الإسلام في ذلك نجاحا منقطع النظير، إذ تمكن من صهر الشعوب في بوتقة واحدة. وأما التفرقات القومية الحديثة فكلها طارئة أوجدها الكفار المستعمرون لتمزيق المسلمين، فسرعان ما تزول عندما تقوم دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة بإذن الله.