بدأت معركة مأرب في شباط/فبراير 2020م، حيث بدأ الحوثيون عملياتهم العسكرية للسيطرة على المحافظة وكانت قوات هادي في موقع الدفاع، وزادت ضراوة المعركة حول المدينة منذ بداية 2021م، حيث تقدم الحوثيون صوب المدينة من جبهات عدة أهمها صرواح.
فعلى الصعيد العسكري الميداني فإن المتابع لسير المعارك يلاحظ تقدماً لقوات الحوثي مع وجود خسائر كبيرة في المقاتلين حيث يضحى بمئات القتلى في سبيل السيطرة على المدينة الغنية بالنفط، فيما خسر الطرف الآخر أيضا الكثير من مقاتليه ومنهم قيادات عسكرية معروفة من مثل قائد قوات الأمن المركزي عبد القوي شعلان، وظهرت صور للمقاتلين الحوثيين بالقرب من سد مأرب.
عملياً تميل الكفة في المعركة لصالح الحوثيين فيما تقف قوات هادي موقف المدافع، وقد عملت قوات هادي لتخفيف الضغط على مأرب فقاموا بتحريك جبهة تعز وجبهة حجة ولكن لم تلبث أن هدأت.
أما على الصعيد السياسي: فقد بدأت مفاوضات أمريكا والحوثيين، حيث ذكرت رويترز: "قال مصدران مطلعان إن مسؤولين أمريكيين كبارا عقدوا أول اجتماع مباشر مع مسؤولين من جماعة الحوثي اليمنية في سلطنة عمان، مع سعي الإدارة الأمريكية الجديدة إلى وضع نهاية للحرب اليمنية المستمرة منذ ست سنوات".
ونقل موقع روسيا اليوم: "أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن مبعوث واشنطن الخاص لليمن تيموثي ليندركينغ سيتوجه إلى الشرق الأوسط اليوم في جولة للترويج لهدنة واتفاق سلام في اليمن.
وأشارت وزارة الخارجية إلى أن المبعوث الأمريكي سيعقد اجتماعات مع كبار المسؤولين في البلدان التي سيزورها لبحث الجهود الدولية لوقف إطلاق النار والتوصل لاتفاق سلام في اليمن. وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قد أعلن في تغريدة على "تويتر" يوم الخميس، التزام واشنطن بالمضي قدما من أجل تحقيق السلام في اليمن، وجاء ذلك عقب اتصال هاتفي أجراه مع رئيس الوزراء اليمني معين عبد الملك سعيد". (روسيا اليوم، 25/3/2021).
وعلى الصعيد نفسه لم تتوقف تحركات المبعوث الأممي البريطاني الجنسية مارتن غريفيث بين مسقط والرياض، وأيضا تحركات السفير البريطاني لليمن مايكل أرون للتواصل مع حكومة هادي وقيادة الانتقالي وطارق صالح، وله تصريحات ضد الحوثيين؛ فتارة يتهم الحوثيون "بإطالة أمد الحرب" حسب موقع إندبندنت عربية 22/4/2021م، وتارة يصف السفير الإيراني في صنعاء بأنه "غير شرعي". (موقع الآن 24/3/2021)
أهمية مأرب: تقع محافظة مأرب شرق العاصمة صنعاء وعلى مسافة 170كم، وفيها اكتشف أول حقل نفطي، حقل صافر ويمتد منه أنبوب النفط الخام إلى رأس عيسى في محافظة الحديدة، كما يمتد منه أنبوب الغاز الذي يضخ إلى ميناء بلحاف الدولي بمحافظة شبوة، وتوجد بالمحافظة المحطة الغازية التي تغذي العاصمة صنعاء وبعض المحافظات بالطاقة الكهربائية، وتبلغ مساحة المحافظة 17405 كيلومترا مربعا تتوزع في 14 مديرية.
تكمن أهمية السيطرة على محافظة مأرب:
أولا: من حيث إنها تمثل آخر معاقل عملاء بريطانيا في شمال اليمن، حيث تتركز فيها القوات التابعة للمجرم علي محسن الأحمر ومعظم قيادات حزب الإصلاح (الإخوان) ومقاتليه.
ثانياً: الثروة النفطية الموجودة في المحافظة؛ ففيها القطاع 18 بمنطقة مأرب/ الجوف بإنتاج سنوي وصل عام 2006م حوالي 25.1 مليون برميل يوميا وبنسبة 19% من إجمالي الإنتاج
فمعركة مأرب مصيرية لكلا الطرفين؛ لعملاء بريطانيا المتمثلين بما يسمى الشرعية، ولعملاء أمريكا مليشيا إيران في اليمن الحوثيين.
والملاحظ أن حسم المعركة لأحد الطرفين ليس بالأمر السهل الهين لأن الجميع سوف يستميت، فبريطانيا سوف تعمل بشتى الوسائل الممكنة وقد تستخدم الاتحاد الأوروبي معها وخصوصا أن في محافظة مأرب وما حولها كشبوة شركات نفطية نمساوية (omv) وشركة توتال الفرنسية العملاقة في بلحاف، وسوف تعمل على التشويش على أمريكا. ومن ضمن الأوراق تحريك جبهات أخرى مثل جبهة الضالع وتعز والساحل الغربي وحجة لغرض إيقاف تقدم الحوثيين صوب مأرب، ولكن في المدى المنظور يشاهد إصرار أمريكا على أخذ المدينة من بريطانيا.
أما أمريكا فهي مصرة على دخول مأرب وربما حوار مسقط بين المبعوث الأمريكي والحوثيين والسعودية لغرض إعطاء أدوار محددة لعملائها السعودية وإيران في اليمن كون وجود السفير الإيراني في صنعاء أوجد نفوذاً قوياً لإيران في اليمن بسبب قربه من القيادات الميدانية الأمنية للحوثيين، وقد برزت بشكل ظاهر أجنحة داخل جماعة الحوثي القادمين من معقل الجماعة صعدة والمنتمين للجماعة من خارج صعدة من صنعاء والمناطق الوسطى، فالتصفيات بينهم أكثر وضوحاً الآن.
فمحافظة مأرب ومحافظة الحديدة مهمتان جداً في الصراع القائم بين عملاء الغرب في اليمن.
ومن الملاحظ أن المنظمات الدولية التي ولولت عند تقدم عملاء بريطانيا صوب محافظة الحديدة نراها اليوم صامتة على غير عادتها كون أمريكا تقف وراء معظم هذه المنظمات، وبالرغم من نباح الإنجليز لوقف تقدم الحوثيين ودعوة بعض الأصوات لوقف المعركة ولكن إلى الآن لم تتوقف المعركة لأن الأصوات ضعيفة، وللعلم فإن النازحين في مأرب يختلفون عن بقية النازحين في المحافظات الأخرى فمعظمهم سياسيون من حزب الإصلاح هربوا من سطوة الحوثيين ولكن لا يعني هذا أن دماءهم ومعاناتهم مهدورة بل لنضع القارئ أمام وصف قريب للواقع.
إن الحرب في اليمن دخلت عامها السابع، سبعة أعوام من القتل والفقر والظلم بسبب حكام أشقياء سفهاء عملاء لأمريكا وبريطانيا، لا يهمهم معاناة الناس بل كل همهم الوصول إلى كرسي الحكم ليكونوا عبيداً للكفار ينفذون مخططاتهم، إننا ندعو أهلنا في اليمن إلى نبذهم بل والزج بهم في السجون لينالوا بعض ما عملته أيديهم، وإن دولة الخلافة القائمة قريبا بإذن الله التي يعمل لها حزب التحرير لقادرة بإذن الله على رفع الظلم وإحقاق الحق، فندعوكم للعمل معنا. قال تعالى: ﴿وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيباً﴾.