حمد طبيب

البريد الإلكتروني: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

تحدثنا في الحلقة السابقة عن مسئولية أمريكا المباشرة عن الجرائم والفظائع التي حصلت في هذه الحرب القذرة الهابطة، وفي هذه الحلقة نتحدث عن أثر هذه الحرب على أمريكا داخليا وخارجيا...

 

لقد رسمت أعمال الحرب على غزة صورة وحشية لم يعهدها التاريخ الإنساني إلا في العصور الغابرة؛ كالحروب الصليبية، وحرب المغول على ديار الإسلام في الشرق الإسلامي، وفي بلاد الأندلس، وأعمال الحرق والتدمير والقتل والتنكيل الذي مارسه الصليبيون والمغول في تلك الحقبة، أو في الحروب المدمرة التي حصلت في بدايات وأواسط القرن الماضي، في الحربين العالميتين الأولى والثانية، أو ما جرى في حرب البوسنة والهرسك، وحرب العراق وأفغانستان... وغير ذلك من حروب مدمّرة شهدها العالم قديما وحديثا!!

ذكرنا في الحلقة السابقة بعض الأعمال والسياسات من الضغوطات التي تمارسها أمريكا على حكومة نتنياهو والائتلاف الحاكم معها، وذلك بطريق مباشر وغير مباشر؛ أي عن طريق عملائها من الحكام. وذكرنا قبل ذلك سياسة الإغراءات والعروض التي تعرضها من أجل التهدئة، وإرساء أسس من التفاهمات لتنفيذ الحلول السياسية لقضية فلسطين؛ وذلك عندما تتفرغ لذلك. فهل ستنجح هذه السياسات والأعمال في تحقيق ما تريده، أم أنها ستمضي في تعنتها وصلفها وأعمالها الإجرامية ضد أهل

 

ذكرنا في الحلقة السابقة أن أمريكا تتعامل هذه الأيام مع قضية فلسطين بسياسة الإغراءات والضغوطات من أجل التهدئة أولا، ومن أجل تنفيذ بعض الأمور الاقتصادية كمقدمات للحلول مستقبلا عندما تتفرغ للملف الفلسطيني... ونكمل في هذه الحلقة ما تفعله أمريكا بمساعدة مصر وتركيا وقطر وبعض الدول الأخرى في المنطقة:

2- إشراك مصر والأردن والإمارات وقطر وتركيا وإيران في موضوع السيطرة على حركات المقاومة في غزة والضفة. وهذا الأمر ظاهر في عملية الاحتواء المدروسة؛ عن طريق الدعم المالي والسلاح من أجل السيطرة على القرار السياسي لهذه الحركات. وباتت كل الاجتماعات السياسية من مصالحات مع السلطة، أو أمور التهدئة مع كيان يهود، أو غير ذلك مما

 

تحدثنا في الحلقة السابقة عن بعض الأمور المتعلقة بتوصيف الأوضاع السياسية المتعلقة بفلسطين والمحيط حولها، والنظرة عند الدول الكبرى وعلى رأسها أمريكا لهذه الأوضاع والأحداث، ونكمل في هذه الحلقة ما تحدثنا عنه في الحلقة السابقة:

7- الإدارة الأمريكية ما زالت تتمسك بفكرة حل الدولتين، ولكن بشكل يتماشى مع طبيعة التغيرات على الأرض، خاصة وجود المستوطنات وقضية القدس، إلا أن هذه الفكرة لم تلق القبول عند كيان يهود، ولم توات الظروف السياسية لفرضها، خاصة أن مشاكل أمريكا العالمية والإقليمية كثيرة ومتعددة. وقد صرح أكثر من مسئول أمريكي أن فكرة حل الدولتين ما زالت قائمة لم تتغير؛

 

تحدثنا في الحلقة الماضية عن بعض البيانات التي صدرت عن الأمم المتحدة، ومجلس أمنها، وعن سياسيين بارزين في الإدارة الأمريكية، وعن منظمات يهودية أمريكية تعيش في أمريكا، تتهم اليهود بالتصعيد، وتطالبهم بتهدئة الأمور؛ وذلك كي لا تؤثر أعمال اليهود داخل فلسطين على سياسات الغرب بشكل عام تجاه منطقة الشرق الأوسط، وتجاه النظرة الغربية لقضية فلسطين على

 

في خضم الأحداث المتأزمة والمتسارعة داخل فلسطين؛ من حيث غطرسة يهود، وازدياد أذاهم للناس وممتلكاتهم، وأعمال القتل والتنكيل والتخريب، وهدم البيوت التي باتت شبه يومية تقريبا. وكذلك الاعتداء على القدس والمسجد الأقصى المبارك، والمحاولات المتكررة لتقسيمه زمانيا ومكانيا؛ بمنع المصلين من دخوله في أوقات محددة. ومن حيث توسيع دائرة الاستيطان، وقضم مزيد من الأراضي، والتهديد بالسيطرة الكاملة على ما يسمى بمناطق سي، كما صرح بذلك وزير الأمن القومي لكيان يهود إيتمار بن غفير في 23/6/2023 حيث ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، أنه دعا إلى "إطلاق العنان لإقامة مزيد من البؤر الاستيطانية غير الشرعية بالضفة الغربية، وشن عملية عسكرية واسعة

 

وبعد هذا الاستعراض لهذه الأحلاف والتكتلات الاقتصادية نرى أن العالم برمته يتجه نحو اتجاهات جديدة خارج نطاق المنظومة الدولية والقوانين التي تجمعها، خاصة أن هذه التحالفات لها قوانينها المستقلة، ولها توجهاتها وأهدافها. فتكتلات أمريكا التي أنشأتها في أوكوس وكواد تهدف إلى محاصرة الصين عسكريا، ووضعها أمام دول متعددة في المواجهة العسكرية في حال حصولها، وإدخال دول جديدة في منظمة حلف الأطلسي على حدود روسيا أيضا هي أعمال مقصودة تقوم بها أمريكا لتسخير هذا الحلف في محاصرة روسيا عسكريا؛ بعد أن كان حلف الأطلسي شبه ميت لا قيمة له.

 

المقصود بالقوانين الدولية هو مجموعة القوانين والأعراف والنظم التي يجتمع عليها العالم، ويجمع على شرعيتها، وتكون هي المرجعية والحَكَم

 

لقد ذكرنا في الحلقة السابقة أن الصراع الدائر اليوم بين التحالفات الدولية هو أشبه بالأجواء التي سادت قبيل الحرب العالمية الأولى، وأنه يتدحرج يوما بعد يوم، وربما انفجر مرة واحدة لتترتب عليه مخاطر عديدة تهدد البشرية. فما هي هذه المخاطر التي ربما تترتب على هذا الصراع المحتدم؟

هناك في الحقيقة مخاطر كثيرة سوف تترتب على هذا الصراع الدولي بكافة أشكاله السياسية والاقتصادية والعسكرية، ومن هذه المخاطر: