الأستاذ عبد الرحمن الواثق

الأستاذ عبد الرحمن الواثق

البريد الإلكتروني: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

مضى زمن على الفراغ من عمليات الاقتراع التي جرت في عموم محافظات العراق يوم الثاني عشر من شهر أيار من العام الجاري. وقد شاب تلك الانتخابات تزوير كبير، شهد به القاصي والداني، وتميزت عن سابقاتها بعزوف غير مسبوق من الجماهير، لما أصابهم من اليأس من أي بارقة أمل في الصلاح أو الإصلاح على مدى 15 عاما، لفساد الطبقة السياسية المهيمنة على مفاصل الحكم بعد احتلاله سنة 2003م، فتدنت نسب المشاركة لما يقرب من 30 - 35 بالمائة هذه المرة، ما حدا بالبعض للمناداة بإلغائها. لكن إصرار المحتل الأمريكي باعتماد نتائجها رغم ما حصل، هو ما يدفع الأحزاب لمواصلة لقاءاتها

   خلال لقاء رئيس الوزراء العراقي العبادي بالقيادات الأمنية والعسكرية - للتهنئة بمناسبة عيد الفطر - أكد على أهمية استمرار حيادية القوات المسلحة، وإبعادها عن الخلافات والصراعات السياسية، وأن تقوم بعملها لحماية المواطنين. وجدد تأكيده على "حصر السلاح بيد الدولة، وأن أي سلاح خارج هذا الإطار يعد سلاح تعدٍّ وفوضى، وأن العمل جار لتنفيذه". وأن "المعركة التالية ستكون مع الفساد، ووجوب إبعاد المؤسسة الأمنية عن مظاهر الفساد، وإبقائها نزيهة وفوق الشبهات"، وأن "التحقيق جار في أي شبهة". (شفق نيوز).

لقد دأب العبادي على رفع شعار مكافحة الفساد منذ توليه رئاسة الوزراء عام 2014، وروج الإعلام

لا شك أن الهدف من إجراء الانتخابات النيابية - في أي بلد - إنما هو الوصول لاختيار مجلس نيابي حسب النظام الديمقراطي، المستند لعقيدة الغرب الكافر (فصل الدين عن الحياة) ثم تشكيل حكومة تدير شؤون ذلك البلد. وانتخابات العراق لهذا العام اعتراها الكثير من الخروق الفاضحة كالتزوير والتلاعب، وترهيب الناخبين واستخدام السلاح، أو إخفاء بياناتهم عمدا وبيع الأصوات علنا، وتعطيل أجهزة العد والفرز... ما يمكن أن يؤدي إلى إلغائها بالكامل. لكن رضا الإدارة الأمريكية بما أعلن من نتائجها - بدليل تصريح المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية "أنها تتفق مع الممثل الخاص للأمم المتحدة" الذي دعا المفوضية العليا

منذ الاحتلال الأمريكي الغاشم للعراق عام 2003، وبعد مرور 15 عاما مثقلة بأنواع الكوارث جعلت منه بلدا غريبا عن أهله، تلاشت فيه فرص الحياة الكريمة، وتعاقب على الحكم فيه مرتزقة قدموا برفقة

 

لم يكد العراق يطوي صفحة تنظيم الدولة حتى بات يلوح في الأفق أثر فتنة جديدة تحمل في طياتها - فيما يبدو - فصلا آخر من فصول تآمر أمريكي خبيث لم يشف غله ما جرى من تدمير شامل لديار أهل السنة، وسفك لدماء ساكنيها، فضلا عن تحميل ميزانية العراق الخاوية أصلا ديونا يصعب حصرها أو سدادها جعلت منه أنقاض بلد توقفت فيه الحياة والتنمية.

 

تطالعنا الأنباء كل يوم عن كارثة هنا، أو مصيبة هناك. وكلما حلت بنا فتنة جديدة (ترحَّمنا) على أختها، والمسلمون هم الضحايا، تهدم بيوتهم فوق رؤوسهم، وتزهق أنفسهم، ويتعاظم حجم العداء والكراهية بين إخوة الأمس! حتى ما عادت البلاد على سعتها تكفي أهلها! وما ذاك إلا لخيانة حكامنا، وتبعيتهم المفرطة للكفار على تنوعهم، فجعلوا منهم مستشارين وأصدقاء يطلعونهم على أسرار البلد، لا يخفون عنهم شيئا، حبا بهم وولاء لهم متناسين تحذير ربهم سبحانه ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ﴾.

 

لم يعرف المسلمون (الفدرالية) أو (حق تقرير المصير) المفضي إلى تقطيع أوصال البلدان الموحدة على أسس عرقية أو مذهبية، نعم لم يعرفوا ذلك يوم كانت دولة الإسلام تتسنم مقعد الدولة الأولى في العالم طوال تاريخها المشرق والمديد، حيث كانت قوانينها ومعالجاتها لحل المشاكل تنبثق من عقيدتها الناصعة التي تقضي بوجوب تحكيم شرع ربها عز وجل، واستبعاد كل ما يمت إلى حظوظ النفس

سبعة أشهرٍ حالكة السَّواد مَضتْ على بداية الشروع في ما سُمِّيَ بمعارك (تحرير) الموصل منذ الإعلان عنها في 17/10/2016 م ولمَّا تضع الحربُ أوزارها. فبالرغم من انتزاع ما يزيد على (90%) من المدن والقرى والبلدات من أيدي تنظيم "الدولة"، ولم يعُد

لا تزال فصول الكارثة الإنسانية التي حلت بأهل العراق عامة، وأهل الموصل خاصة مستمرة، ولا تزال أمريكا زعيمة الإرهاب الدولي مصرة على تدمير ديار المسلمين، وقتل أهلها حيثما كانوا، لا لذنب اقترفوه إلا أنهم مسلمون يحملون عقيدة الإسلام في عقولهم وصدورهم..

 

 تتواصل المعارك الشرسة بين القوات الأمنية العراقية ومقاتلي تنظيم الدولة في الجانب الأيمن من الموصل، بإحراز الطرف الأول مزيدا من المكاسب والانتصارات الميدانية ما يضعف سيطرة الثاني على المدينة. لكن الفارق بين الطرفين: أن القوات العراقية باتت على ثقة من إنجاز المهمات المكلفة بها بامتياز لطرد التنظيم من آخر معاقله في العراق، وحسم المعركة لصالحها، الأمر الذي رشحها لمزيد من ثناء وتقدير العالم أجمع - بحسب خبراء في الشؤون الحربية - لبسالتهم وتضحياتهم وحرصهم على حياة المدنيين القابعين تحت حكم التنظيم. (جريدة الحدباء).