أسعد منصور

أسعد منصور

أسعد منصور - أوروبا

البريد الإلكتروني: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

لقد وقعت تركيا في مأزق شديد فيما يتعلق بالشأن السوري بسبب ارتباطها بأمريكا التي تتلاعب بها. فلم تحسم أمرها فتقوم وتنصر أهل سوريا حتى يسقطوا النظام، وإنما أصغت لأمريكا ونفذت لها كل ما أرادت حتى وصل الحال بها إلى ما وصل، حيث بدأت ترى خطر وجود قاعدة أخرى ينطلق منها دعاة الانفصال من الأكراد العاملين لحساب أمريكا في سوريا. فقد صرح الرئيس التركي أردوغان يوم 17/2/2016: "لن نقبل أبدا بوجود قنديل جديدة"، في إشارة إلى جبال قنديل التي ينطلق منها حزب العمال الكردستاني في العراق ضد تركيا. وذلك إثر التفجير الذي حصل في أنقرة في ذلك اليوم، وقد اتهم رئيس الوزراء داود أوغلو وحدات حماية الشعب الكردية وبدعم من حزب العمال الكردستاني بواسطة شخص سوري الجنسية.

إن تركيا منذ أن أعلنت فيها الجمهورية وألغيت الخلافة ووقعت اتفاقية لوزان التي تخلت بموجبها عن أراضي الدولة العثمانية، قد ارتبطت ببريطانيا التي احتلتها وكان لها الدور الرئيس في كل ذلك، ووقعت اتفاقيات معها، ومنها اتفاقية الصداقة التركية الإنجليزية التي وصفها عصمت إينونو وريث مصطفى كمال بأنها ركيزة السياسة الخارجية التركية. أي أن سياسة تركيا الخارجية مرتبطة ببريطانيا وتدور في فلكها.

إن الخلاف والصراع يدور في الدول عادة إما بسبب اختلاف الآراء حول السياسات التي تتبعها، وإما بسبب حدوث أزمات مستفحلة يعجز النظام عن حلها، وإما لتغيير النظام بشكله وتركيبته أو برمته بسبب اختلاف الأفكار أو الاختلاف في وجهة النظر عن الحياة، وإما بسبب التنافس بين الأشخاص والأحزاب للوصول للحكم أو بسبب اختلاف ولاءات هؤلاء وارتباطهم بدول خارجية أو لوجود صراع دولي فيها.

رفض البرلمان الليبي في طبرق يوم 25/1/2016 منح الثقة لحكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج التي أعلن تشكيلها بموجب الاتفاق النهائي. 89 نائبا من 104 حضروا الجلسة في طبرق صوتوا ضد منح الثقة للحكومة من أصل 200 وهو العدد الكامل للبرلمان

إن من أعظم أنواع المكر والخداع أن تحول القضية عن أساسها إلى النقاش حول قشورها، وأن تصرف الأنظار عن مجرم كبير قتل مئات الآلاف إلى فاعل سوء صغير، فهذا ما تفعله أمريكا بالثورة السورية لإجهاضها، فكما صرفت الأنظار عن بشار أسد ونظامه المجرم إلى تنظيم الدولة، جعلت الحديث يدور حول من يمثل المعارضة كأنها قضية أساسية لصرف النظر عن لب المسألة وأبجدياتها وهي إسقاط النظام العلماني الباطل أولا ورفض التفاوض معه، وإيقاع أشد العقوبات على رئيسه المجرم وريث أبيه المجرم ومن معه والذين أذاقوا الشعب السوري الويلات على مدى عقود طويلة، وإقامة نظام الخلافة الراشدة الذي خرجت جماهير الشعب السوري الأبي من أجل إقامته، لأنه نابع من دينها الحنيف، ولتطبيق دستورها الصادر من كتابها العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.

ما إن أعلن سكرتير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو يوم 16/1/2016 أن "إيران أوفت بالتزاماتها بموجب الاتفاق النووي"، حتى سارع وزير خارجية أمريكا كيري إلى الإعلان عن "رفع العقوبات عن إيران، لأنها نفذت خطوات كبيرة بشأن برنامجها النووي ومنها تفكيك ثلثي أجهزة الطرد المركزي والتخلص من مخزون اليورانيوم المخصب ووقف العمل في مفاعل أراك". أي لم تعد لديها إمكانية لصنع السلاح النووي. وقد اجتمع مع نظيره الإيراني ظريف في فينّا الذي أعلن قائلا: "اليوم هو يوم مشهود للمنطقة لأنها تتخلص من قلق مفتعل كان يمكن أن يؤدي إلى النزاع.. وإن تنفيذ الاتفاق سيؤدي إلى تعزيز السلام والتقارب في المنطقة". أي أن إيران تؤثر الاستسلام والخنوع على النزاع مع الأعداء وقتالهم، حيث أشار إلى تهديد كيان يهود المدعوم أوروبيا وقد زال بعدما تنازلت بلاده عن برنامجها النووي، وأن إيران لن تهدد كيان يهود لأنها ستعمل على تعزيز السلام والتقارب معه، لأن كلامه يتضمن ذلك حيث ذكره عامّاً في المنطقة. وهنأ الرئيس الإيراني روحاني شعبه برفع العقوبات واصفا إياها "بالنصر المجيد".

أعلنت كوريا الشمالية يوم 6/1/2016، أن "زعيمها كيم جونغ أون شهد بنفسه التجربة الناجحة للقنبلة الهيدروجينية التي أجريت بسلام وإتقان". وقال أون يوم 10/1/2016: "إن تجربة جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية خطوة للدفاع عن النفس من أجل الدفاع بشكل

من المعلوم أنه يوجد اتفاق بين سائر الدول التي لها تأثير في الساحة السورية على الحيلولة دون قيام الخلافة على منهاج النبوة في سوريا، فقررت مستقبل سوريا رغما عن أهلها في مؤتمر فينّا 1 و2 بأنها دولة علمانية، أي دولة كفر بواح.

الأربعاء, 30 كانون1/ديسمبر 2015 03:00

كيف سيبدو المشهد الليبي بعد القرار الدولي 2259؟

صوت مجلس الأمن بالإجماع يوم الأربعاء 23/12/2015 على مشروع القرار الذي قدمته بريطانيا إلى المجلس تطالب فيه اعتبار الحكومة التي سيتم تشكيلها في ليبيا بموجب الاتفاق الذي جرى في مدينة الصخيرات هي الممثل الوحيد لليبيا، فقام بإصدار القرار 2259 الذي يتبنى ذلك.

إن المشكلة الكبرى في ليبيا تكمن في قبول التدخل الأجنبي، والذي كان وبالا وكارثة عليها، ولذلك وقع البلد تحت تأثير القوى الكبرى المتصارعة وأدواتها الإقليمية، فيُستعان بهذه القوى لحل مشاكل ليبيا. فكيف يستعان بها وهي سبب المشاكل، وقد وقفت وراء نظام القذافي، وتدخلت لمنع تحرر البلد من ربقة استعمارها وعودة السلطان إلى أهلها ليحكموها بالإسلام، فمنعت الناس من قطف ثمار الثورة؟