لقد كانت أمام إيران فرص عدة لامتلاك السلاح النووي وتعلن عن نفسها قوة نووية بحلول نهاية 2024 كما صرح به خبراء عسكريون، حيث كان مستقبل أمريكا السياسي غير مؤكد وسط انتخابات رئاسية متنازع عليها بشدة. فقد ذكرت تصريحات لفوكس نيوز ديجيتال، حيث قال جيمس كارافانو، نائب رئيس دراسات السياسة الخارجية والدفاعية لمؤسسة هيريتيج "أعتقد أن هذا خيار حقيقي... أعني، إذا كنت مكان الإيرانيين وكان عليّ أن أفعل ذلك، فإني سأفعله الآن لأن الرئيس بايدن لن يفعل شيئا". فجاء رد إدارة بايدن، حيث صرح متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية لفوكس نيوز ديجيتال بالقول: "نحن ملتزمون بعدم السماح لإيران بالحصول على سلاح نووي، ونحن مستعدون لاستخدام جميع عناصر القوة الوطنية لضمان هذه النتيجة".
مع كل ذلك الأخذ والرد في قضية امتلاك إيران للسلاح النووي، فهل يمكن لإيران أن تصبح قوة نووية؟ نعم يمكن أن تكون لو لم تربط سياستها الخارجية بأمريكا، ومن ثم تصبح قوة ذات شأن. لكن ربطها نفسها بسياسة أمريكا لتدور في فلكها يجعلها لا تكون، وهي مستمرة كذلك لأن نخبتها الحاكمة قد استمرأت الارتباط بالسياسة الأمريكية لا تنفك عنها بحال، فبدل أن تتحكم هي بالاتفاق النووي ربطت ذلك بمحادثات فينّا أي بموافقة أمريكا، فقد قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، في مؤتمر صحفي، حسب جريدة إندبندنت عربي في 13/6/2022 "إذا تم إنجاز اتفاق في فينّا، فكل الإجراءات التي اتخذتها إيران قابلة للعودة عنها تقنياً". لذلك فإن تغييراً جوهرياً في إيران أمر مستبعد إلا أن تُحكِّم الإسلام في سياستها الداخلية والخارجية، وتقطع علاقتها بأمريكا قطعاً لا رجعة بعده. نقول هذا ونحن نستبعد حدوثه من الساسة الإيرانيين الحاليين، ولكن ﴿مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ﴾.