يواصل كيان يهود حرب الإبادة على قطاع غزة مستهدفاً بغارات جوية وقصف مدفعي عنيف مختلف أنحاء القطاع، ما يؤدي إلى سقوط عشرات الشهداء والجرحى يومياً. ومنذ بضعة أسابيع، يكثف قصفه على مدينة غزة المكتظة بأهلها والنازحين إليها من شمال القطاع تمهيدا لإعادة احتلالها، حيث يستهدف المدارس ومراكز الإيواء، وينفذ عمليات نسف ضخمة لمربعات سكنية كاملة، ويدمر الأبراج السكنية مرفقاً ذلك بإنذارات للناس بضرورة الإخلاء نحو جنوب القطاع.
أيها المسلمون: لقد تمادى يهود في غيهم وهم ماضون في تنفيذ مخططاتهم بقتل أكبر عدد من أهل غزة وتهجير من بقي منهم، ليمضوا قدماً في تحقيق أحلامهم التوراتية بإقامة دولتهم من النيل إلى الفرات كما يصرح قادتهم بكل وقاحة، وهم يسندون ظهرهم في ذلك إلى أمريكا ورئيسها المجرم المتعجرف ترامب، بل إن عربدتهم وإجرامهم قد تجاوز الأرض المباركة ليطال سوريا ولبنان واليمن وإيران وقطر، والحبل على الجرار، وهم في إجرامهم هذا يركنون لخيانة وتواطؤ حكامكم ولا سيما حكام دول الطوق الذين يحمونهم ويضيقون على أهل غزة ويمنعون أي تحرك لنصرتهم، فإلى متى هذا الصمت على هؤلاء الحكام الخونة المجرمين؟! ألم يئنِ الأوان لتتحرك الغيرة والحمية والنخوة في قلوب وعقول المخلصين في جيوش المسلمين؟! أفلا تدركون إخوانكم قبل أن يفنوا عن بكرة أبيهم؟! ألا تنقذونهم وتنقذون أنفسكم قبل أن يتنزل عليكم غضب الله وعقابه نتيجة هذا الصمت والخذلان؟! يقول تعالى: ﴿وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم﴾.