(مجلة الوعي العدد 470) شهدت الهند خلال صيف 2025 موجة مقلقة من الهجمات الطائفية التي تستهدف المسلمين على أيدي جماعات هندوسية متطرفة، بتشجيع ضمني من مناخ التحريض الذي يرعاه حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم. في ولايات شمال الهند ووسطها، حيث تعرض عشرات المسلمين للضرب وحتى القتل على أيدي "حراس الأبقار" بذريعة الاشتباه في أكلهم أو تجارتهم بلحوم البقر المقدسة عند الهندوس. ففي حادثة مروعة بولاية هاريانا في آب/أغسطس، قتل حشد قروي شاباً مسلماً (26 عاماً) لمجرد شائعة عن تناوله لحماً بقرياً. كما سجلت حالات اعتداء على مسلمين مسافرين في القطارات وتفتيش أطعمتهم والاعتداء عليهم إن وُجد ما يعتقد المتطرفون أنه لحم بقري.
وعلقت الوعي على هذه الظاهرة بقولها: تأتي هذه الحوادث ضمن سياق أوسع من تصاعد الإسلاموفوبيا المؤسسية والمجتمعية منذ تولي ناريندرا مودي وحزبه الهندوسي السلطة.
وروجت وسائل إعلام موالية للحكومة لخطاب الكراهية، وعمد بعض المسؤولين المحليين إلى هدم منازل أسر مسلمة بالجرافات كعقاب جماعي بعد أي صدام طائفي فيما سُمّي بسياسة "العدالة عبر الجرافة". وقد بلغ الأمر ذروته مع سنّ قوانين تمييزية في بعض الولايات تمنع الخمار في المدارس أو تحد من الذبح الحلال، ما أجج الشعور بالتهميش. هذه البيئة أدت إلى تطبيع العنف الشعبي ضد المسلمين؛ فباسم حماية "الأم غاو" (البقرة) تُرتكب جرائم قتل بدم بارد. وقد أشار تقرير لمنظمة هيومن رايتس ووتش أن مسؤولي الحكومة أنفسهم يؤججون الكراهية بخطابات متطرفة ضد المسلمين خلال الحملات الانتخابية.