إن الله سبحانه وتعالى إذا أراد نصر الضعيف أشغل الأقوياء ببعضهم، ليُخرج الضعيف من بينهم فينجو أو يتمكن عليهم، يقول تعالى: ﴿وَلَوْلَا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾. قال ابن عباس: ولولا دفع الله العدو بجنود المسلمين لغلب المشركون فقتلوا المؤمنين وخربوا البلاد والمساجد.
في غزوة الأحزاب كفى الله المؤمنين القتال حين رأى صدق توجههم وعدم خضوعهم لمطالب الكفار الدنيوية، فالصبر والتصبر والرباط وتقوى الله هو عنوان النجاح والفلاح والنصر، نعم إن الله يسمع ويرى وإنه سبحانه وتعالى لبالمرصاد لهؤلاء الظالمين، فقفوا أيها المسلمون موقف الصادق مع الله والمخلص له سبحانه، موقف العزة والاعتماد على الله فإنه من اعتمد على الله، فلا ذلَّ ولا ملَّ ولا ضلَّ ولا اختلّ.
ومن سار نحو العزة وعمل لإيجادها كان الله معه وألبسه ثوب العزة في الدنيا وله في الآخرة ثواب عظيم، أما من ارتضى الخنوع والخضوع للعدو الكافر وأذنابه، كان حقا على الله أن يلبسه ثوب الذل في الدنيا والآخرة، وهذا حال حكامنا وعلى رأسهم من فتحوا بلادهم واستقبلوا الرئيس الأمريكي وأغدقوا عليه أموالا ليست من حقهم بل هي من حق الأمة الإسلامية المستضعفة والمقهورة، فلا بارك الله في هؤلاء الرويبضات ومن سار على دربهم واقتفى أثرهم.