إن نهضتنا نحن المسلمين لن تتحقق إلا بالدين المقنع للعقل الموافق للفطرة ألا وهو دين الإسلام، فهو يحقق النهضة للفرد والدولة والمجتمع؛ فالفرد يلتزمه عن قناعة تامة وبدافع الوازع الروحي، ولا يكفي ذلك لحصول النهضة في الدولة والمجتمع إلا أن تقوم الدولة بتطبيقه بإحسان في جميع مناحي الحياة عقيدة ونظاما لا ينفصل أحدهما عن الآخر، وليعلم المسلمون أنهم لن ينهضوا باستيرادهم نظاماً من غير عقيدتهم، فقد حاول بعض الحكام أن يفرضوا على الشعوب الإسلامية نظاما من غير جنس عقيدتهم ففشلوا أيما فشل؛ فلم يستطع مصطفى كمال المجرم الخائن أن ينهض بتركيا، ولا جمال عبد الناصر أن ينهض بمصر ولا غيرهما ممن خانوا الله والأمة وإن كثر صراخهم بالنهضة وعويلهم عليها، والتي وهموا أنها تأتي باتباع الغرب وطريقة عيشه وما وجدوا إلا سرابا خادعا.
إن حزب التحرير يحمل مشروع نهضة شاملة على أساس الإسلام العظيم لمعالجة جميع مناحي الحياة، فعلى مريدي النهضة على أساس دينهم دين الإسلام أن يلتحقوا بركب العاملين، فلا مكان لغير الإسلام عقيدة ونظام حياة ليعود ويسود ﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ﴾.