نداء للمخلصين في الجيش الباكستاني:
بأيد مرتعشة جبانة، ضغط مودي على مكابح إطلاق صواريخ انتقامية ضد باكستان وأهل كشمير العزل، ولم يجرؤ على استهداف القواعد العسكرية الباكستانية، بل استقوى على الأطفال الذين يحفظون القرآن في مدارسهم وعلى المدنيين الآمنين. ودلالات هذا العدوان والمغامرة الهندية هي:
أولاً: على الرغم من أن المُهاجم في الحروب العسكرية يكون في موقع قوةٍ، ويتمتع بخيار انتقاء المواقع الحساسة والمؤلمة للخصم، إلا أن الهند، لجبنها وخوفها من الرد الموجع، اختارت مواقعَ ليست ذات حساسية أو تأثير كبير، خشية استثارة غضب أسود القوات المسلحة الباكستانية، بل بدا واضحاً أنها كانت ضربات لحفظ ماء وجهها بعد حادثة 22/4/2025م.
ثانياً: على الرغم من التصريح الباهت لمحمد شريف شودري، الناطق باسم الجيش الباكستاني، بأن باكستان "سترد في الزمان والمكان المناسبين"، وهو ما يعني تفويت فرصة الرد السريع والرادع قبل تدخل حلفاء الهند لإنقاذها من رد باكستان، مثل أمريكا، إلا أن صد الهجوم وحده كان رداً مُخزياً للهند. فقد تكبدت سقوط خمس مقاتلات حربية، وكأنها ذباب، وقتل وأسر العديد من جنودها، وهذا يؤكد هشاشة وضعف وجبن "الفيل الهندي"، الذي بدا وكأنه فيل من ورق، ويؤكد استعداد وقدرة وبسالة الجندي المجاهد الباكستاني.
ثالثاً: بدون توجيه من القيادة العسكرية، كان رد المجاهدين العفوي والطبيعي من نسور سلاح الجو والمضادات الأرضية والمشاة رداً رادعاً. ولو كان على رأس المؤسسة العسكرية الباكستانية قائد كصلاح الدين أو خالد بن الوليد، لاستثمر الهجوم لتحرير كشمير، وهو أمر ممكن في أيام إن لم يكن في ساعات. ولكن يجب على المخلصين في الجيش الباكستاني تدارك الأمر وعدم السماح بتكرار ما قام به نواز شريف وبرويز مشرّف اللذان قلبا النصر في مرتفعات كارجيل إلى هزيمة!
يجب على المخلصين في المؤسسة العسكرية استثمار الحدث وإعطاء النصرة لحزب التحرير لإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، وحينها فقط تمارس القوات العسكرية الباكستانية المجاهدة قدراتها الحقيقية بكفايتها الكاملة في القتال في سبيل الله، لتحرير كشمير واسترداد شبه القارة الهندية إلى كنف الأمة الإسلامية، والزحف نحو تحرير الأرض المباركة فلسطين.
شاهين3 يتغلب على دفاعات أمريكا وكيان يهود "المتطورة":
إن صاروخ الحوثيين شهاب3 تمكّن من الإفلات من مطاردة صاروخي حيتس2 وحيتس3، وهما من صناعة كيان يهود، وصاروخ ثاد الأمريكي، وضرب حصون يهود وأصابها في مقتل، في أكثر المناطق حساسية وتحصيناً بمضادات الطائرات والصواريخ؛ مطار اللد. وهذا الهجوم المبارك يكشف عن أمرين:
أولاً: أن الدفاعات الجوية، وهي آخر ما توصلت إليه التقنيات الحربية في أمريكا وكيان يهود، والتي يطلق عليها "القبة الحديدية" لحماية كيان يهود، هي في الحقيقة عاجزة عن اعتراض صاروخ باليستي من صنع إيران، الدولة الأقل تطوراً في مجال التصنيع الحربي. فكيف بهذه القبة أن تواجه رشقة من صواريخ شاهين2 أو شاهين3 الباكستانية، وهي أكثر تطوراً، وأطول مدى، وقادرة على حمل رؤوس نووية أو رأس متفجر بوزن ألف كغم؟! فهل يحتاج كيان يهود لأكثر من رشقة من هذه الصواريخ كي تزلزل الأرض تحته، ومن ثم تطهر الجيوش المسجد الأقصى والأرض المباركة من دنس يهود؟!
قال سبحانه وتعالى: ﴿هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللهِ فَأَتَاهُمُ اللهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ﴾.
ثانياً: إن العذر الذي يقدمه حكام باكستان وغيرهم من حكام المسلمين العملاء، بأن البعد الجغرافي والحدود السياسية هي التي تعيق نصرتهم لأهل غزة ووقف مجازر يهود، هو عذر باطل. فقد أثبتت إصابة شهاب3 أن المسافة لم تكن يوماً عائقاً حقيقياً، بل يكشف زيف هذا الادعاء ويؤكد تواطؤ النظام الباكستاني وسكوته، بل وإقراره لمجازر يهود في غزة.
لذلك أصبحت الحقيقة واضحة: إن عدو الإسلام والمسلمين، ومن يمنع المسلمين من نصرة بعضهم بعضا، هم حكام المسلمين أنفسهم. فوجب على كل مخلص في الأمة، سواء أكان ضابطاً أو عالماً أو من عامة الناس، أن يعمل مع حزب التحرير للإطاحة بهم، وتحرير فلسطين وكشمير، وتوحيد بلاد المسلمين تحت راية الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة.