إن الأمة تنتظر من أطهار أهل الإيمان والقوة نصرة دين الله وإسقاط هؤلاء الحكام وإقامة حكم الله في الأرض. وإنه لو كان لدى حكام المسلمين أدنى شعور بالغيرة على أمتهم، وبالرغبة بالنجاة بأنفسهم وأهليهم من غضبة الأمة، لبادروا سريعاً إلى الانحياز إلى جانب هذه الأمة المظلومة؛ ولكن ليس فيهم رجلٌ رشيدٌ!
فيا جند مصر المؤمنين، خير أجناد الأرض، ويا نشامى الأردن أبطال الكرامة التي أذاقت يهود البأس، ويا جنود تركيا محمد الفاتح والسلطان عبد الحميد، ويا مجاهدي الشام الذين صرختم في الأمس القريب (هي لله، هي لله)؛ ها هو عدوكم كيان يهود يعبر عن خشيته الحقيقية من الخلافة وعد الله عز وجل غير المكذوب، وبشرى نبيكم ﷺ، فبشر عبادِ. فيا أيها الضباط والجنود الأطهار الأبرار، خذوا دوركم وكونوا أنصار الله، وهلم إلى العاملين لإقامة الخلافة. لقد أدرك عدوكم أنكم في أحسن حالاتكم وهو في أضعف حالاته، فهل أنتم مدركون؟! فعاجلوه قبل أن يعاجلكم، وخاصة في مصر والأردن، وسارعوا إلى نصرة دينكم وأمتكم، وإنكم إن شاء الله قادرون على ذلك، فأروا الله منكم ما يحب. إنه الحدث الكبير الذي تنتظره الأمة بتلهُّف، وينتظره العاملون لإقامة حكم الله لينطلقوا بعدها كما انطلق الرسول ﷺ في المدينة لإقامة الحكم في الداخل ونشر الإسلام بالدعوة والجهاد في الخارج. هذا هو الصراط الذي تستقيم به الأمور وتصطلح عليه أحوال المسلمين وغير المسلمين في العالم أجمعين.