إن التاريخ الإسلامي حافل بمواقف تخلد مناصرة الشباب لقضاياه المصيرية ومساهمته في بناء الدولة، فكما أسند ﷺ للشباب مهمة قيادة الجيش وأعظم بها من مسؤولية، وإمامة الصلاة وكتابة الوحي وولاية القضاء، حري بهم أن يكونوا اليوم كما كانوا بالأمس، قال ﷺ: «أوصيكم بالشباب خيراً، فإنهم أرق أفئدة.. لقد بعثني الله بالحنيفية السمحة.. فحالفني الشباب وخالفني الشيوخ» رواه البخاري. وقال ﷺ: «سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ: إِمَامٌ عَادِلٌ، وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ اللَّهِ...». إذن لا بد أن يكون الشباب رجال دولة لا مراهقين، يرفق فيه التغير الحيوي بالتغير الفكري، وباعتباره بداية المسؤولية والتكليف حيث تمتزج الطاقة الإسلامية بالطاقة الشبابية لتنتج قادة عظماء وروادا للتغيير.
وحتى ينشأ الشباب في عبادة الله لا بد من رفع سلطان المستعمر عن المسلمين، وهذا لن يكون إلا بإسقاط النظام المسلط عليهم، ليس بتغيير الوجوه ولا بنود دستورية، وإنما بإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.
فلا تركن أيها الشباب لمن ظلمك واتهمك بالعجز والقصور والاضطراب، فكما كان على عهد السابقين رجال بنوا مجد الأمة وحضارتها وصانوا الدين والأرض والعرض، كن أنت أيضا عزيزا بدينك، عزيزة بك أمتك، مستنيرا بعقيدتك، مستجيبا لدعوتك، عاملا لاستئناف حياتك بالإسلام.