أيها المسلمون: إنّ حكامكم المتخاذلين قد باعوكم بأبخس الأثمان، وأسلموا قضاياكم لأعدائكم، ليحافظوا بذلك على كراسيّهم المعوجّة الآيلة للسقوط، وإن سكوتكم عليهم يجعلهم يتمادون في غيّهم وخياناتهم، فهم لا يستحيون من الله ولا من رسوله ولا منكم، لقد تآمروا على الأرض المباركة فلسطين ومكّنوا يهود الجبناء الأراذل منها، وسكتوا على قتل عشرات الآلاف وتدمير البيوت فوق رؤوس ساكنيها في قطاع غزة، وشاهدوا تهجير أهله من بيوتهم، وكانوا خلال ذلك ينادون بالسلام، وبحلّ الدولتين - المشروع الأمريكي - الذي يحقق مصالح كيان يهود.
لقد آن الأوان أيها المسلمون لأن تضعوا حدّاً لخيانات هؤلاء الحكام الرويبضات، وتنبذوهم نبذ النواة، وتعملوا مع حزب التحرير الرائد الذي لا يكذب أهله، لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، ليعود لكم عزّكم وكرامتكم، وتمسكوا بزمام المبادرة، وتكونوا أنتم الفاعلين المؤثرين في نصرة قضاياكم، ولا تسمحوا لأعدائكم بتولّي أموركم، فانصروا الله بالعمل لتحكيم شرعه ينصركم ويمكن لكم في الأرض، واعلموا أنه ﴿إن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكِّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾.