كان الاجتماع الأخير الذي جمع بين ترامب وقادة أوروبا بمثابة مرآة عكست بوضوحٍ ساطعٍ التفكك العميق الذي ينخر في صلب الحضارة الغربية. فالغرب، رغم ما يتبجح به من مزاعم الحرية والعدالة، يظهر في مثل هذه اللقاءات ككيان متهافت، تتقاذفه أهواء قادته وتتصارع فيه المصالح الضيقة.
هذا التفكك ليس وليد اللحظة، بل هو سمة جوهرية في بنية العلاقات الغربية، حيث تتصادم المصالح الوطنية، فتتكشف هشاشة وحدتهم. يتحد الغرب ضد المسلمين مدفوعاً بعداءٍ متأصل، لكنه يتفرق حين تتعارض أطماعه.
إن ذلك الاجتماع، بما حمله من دلالات، يعري حقيقة الغرب: قلوبٌ شتى، ومصالح متصارعة، وتجردٌ من القيم التي يدّعي الدفاع عنها. كما قال الله سبحانه وتعالى: ﴿تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى﴾، يجمعهم العداء للإسلام، والنفعية، وتفرقهم الأنانية والصراع على السيطرة. وفي مقابل هذا التفكك، تقف الأمة الإسلامية مدعوةً لإحياء دولتها الراشدة، التي ستكون بإذن الله منارة عدلٍ وكرامة، تجمع شتات المسلمين وتتفوق على الغرب بقوتها العقائدية ووحدتها. إن عودة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة ليست مجرد حلم، بل هي وعدٌ إلهي سيهيمن به المسلمون على أعدائهم، ويعيدون للإنسانية نور العدل والرحمة، ليشهد العالم أجمع أن الإسلام هو وحده القادر على قيادة الحضارة وإنقاذ البشرية من ظلمات النفعية والتفكك.