انعقدت في 15 أيلول/سبتمبر 2025 في العاصمة القطرية الدوحة ما تُسمّى بالقمة العربية الإسلامية الطارئة، والتي دعا إليها أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني لبحث عدوان كيان يهود الغادر الذي استهدف قيادات من حركة حماس في قلب العاصمة القطرية، والذي أدّى إلى سقوط خمسة قتلى فلسطينيين من بينهم نجل رئيس الحركة في قطاع غزة خليل الحية ورئيس مكتبه فيها، وأحد أفراد الأمن القطري، ولاقى هذا الاعتداء السافر استنكاراً واسعاً بين المسلمين عربا وعجما.
وجمعت هذه القمة عدداً كبيراً من قادة دول وحكومات مُنضوين في عضوية جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ومجلس التعاون الخليجي.
وتضمّن البيان الختامي للقمة مجموعة واسعة من بنود الإدانات اللفظية المنمّقة الخالية من الأفعال ضد ذلك الهجوم العدواني الغادر، وأبرز البيان مساحة كبيرة من مشاعر التضامن الكاذبة مع قطر، كما ودعا البيان المجتمع الدولي الفاشل إلى التحرك العاجل من أجل إصدار سيلٍ من الإدانات الوهمية!
هذه هي مُخرجات قمّة الفجور هذه، إنّها مُجرد إدانات لا قيمة لها، وتضامن لا معنى له، ومُطالبات للمُستكبرين من أعداء الأمّة وأعداء الدين الذين رعوا العُدوان، وموّلوه، ليقوموا بإنصاف المستضعفين!
فمثل هذه القمّة البائسة لا تستحق أنْ نتحدّث عنها، إلا لكشفها وفضحها وغسل الأيدي منها، لأنها لا يمكن أنْ تكون مُؤثّرة، أو تنبثق عنها أية أفعال، ولا يصدر عنها إلا الثرثرة الكلامية والجعجعة الإعلامية، لأنّنا عهدنا عشرات القمم أمثالها من قبل، بل ومُنذ ثمانين عاماً أنّها قمم لا فعل لها ولا تأثير، وبات الكل يُدرك أنّ هذه القمّة هي من نفس جنس القمم العربية التي سبقتها، فهي تضر ولا تنفع، ولا تزيد الإبالة إلا ضغثاً، ولا تألو في الناس إلا خبالاً.
لقد أصبحت هذه القمم على مر السنين أضحوكة للأمم، وسخرية للشامتين، ومادة تندرٍ للمُتندّرين، فلا فائدة منها تُرْجى، ولا أمل عليها يُعلّق، ولا ضرر منها يُدْرأ.
فلِمَ الإصرار إذاً على عقد مثل هذه القمم العبثية؟ ولِمَ إضاعة هذا المال وذاك الجهد عليها سُدى؟ فليوفّر هؤلاء العابثون تلك الأموال التي سرقوها من عرق شعوبهم، وليكفوا عن بذل الجهود عديمة الجدوى، وليتوقفوا عن إهدار الأوقات فيها خير لهم من عقدها. لو كان هؤلاء جادين فعلاً في مُواجهة الأعداء لأعدوا ما استطاعوا من قوة، ولأخذوا بالأسباب، ولاعتصموا بحبل الله، ولبايعوا إماماً يُقاتَلُ من ورائه ويُتقى به، ومن ثمّ لحرّكوا الجيوش، ولأسقطوا العروش، ولاقتدوا برسولهم ﷺ، واقتفوا أثر صحابته، فعزّوا وأعزّوا.
لكنّ هؤلاء الصعاليك من حكام دويلات الضرار تلك لا يملكون قرارهم، ولا يخرجون عن تبعية أسيادهم الغربيين، فهم أجراء عملاء لا يملكون من أمرهم شيئا، وواجب على الأمّة خلعهم، وإزاحتهم من السلطة، وتنصيب حاكمٍ واحدٍ بدلاً منهم، يحكمها بكتاب الله وسنة رسوله، فيطبق الشريعة، ويلتزم الطريقة، ويحمل رسالة الإسلام بالدعوة والجهاد في سبيل الله، فيحني أعناق الطغاة، ويُرهب أعداء الله، فينتشر نور الإسلام بين جميع الأنام، وتعلو راية العقاب على كل علم وراية، وتتحطم الحدود، وتُزال السدود، وتتوحّد البلاد، وتُضم الأمصار، ويتجمع الأنصار من جميع الأقطار، فينعمون بعدل الإسلام وهيبة دار الإسلام في ظل الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، ويتحقّق الوعد، وتأتي البشرى، وتزول شوكة الكفار، وتكون العزة لله ولرسوله ﷺ وللمؤمنين.