إن الأمة الإسلامية اليوم أمام لحظة اختيار كبرى بين حكام يهرولون نحو عدوها ترامب ليكسبوا ودّه، وبين شعوب تدرك أن الكرامة لا تُشترى ولا تُباع، وأنه مهما طال ليل الخيانة، فإن شمس الأمانة ستشرق بإذن الله، وستبقى فلسطين بوصلة الأمة وامتحانها الحقيقي.
لقد آن للأمة أن تستفيق، وتدرك أن معركتها ليست فقط مع كيان يهود الغاصب، بل مع الأنظمة القائمة في بلادها والتي جعلت من نفسها جدار حماية وغطاءً لجرائم يهود وغطرستهم. إن الأمة التي أنجبت صلاح الدين رحمه الله الذي حرر بيت المقدس من الصليبيين، وقطز الذي سحق التتار، وغيرهما الكثير الكثير من القادة الأفذاذ، ما زالت ولادة ولن تعدم من يعيد لها شرفها وكرامتها.
فمهما طال ليل الخيانة، فإن فجر الأمانة والعدالة قادم لا محالة قريبا بإذن الله، حاملا معه جيلاً لا يساوم ولا يهادن، ولا يبيع قضيته ولا يفرط ببلاده، وسيحفظ أرض فلسطين ومقدساتها، وللأمة عزتها وكرامتها، وللتاريخ صفحاته المشرقة، وإن غداً لناظره لقريب.