أيها المسلمون: يا من تعيشون ذكرى الهجرة النبوية الشريفة، حق عليكم وأنتم تعرفون لماذا كان تأريخ الهجرة، أعظم حدث في تاريخكم، وهو انتقال الإسلام من النظرية إلى التطبيق، في ظل الدولة العظيمة التي أقامها الرسول ﷺ في المدينة المنورة، وطهر فيها الجزيرة العربية من كل شرك بالله، وانطلق حاملا رسالة الإسلام إلى العالم، وتبعتها خلافة راشدة على منهاج النبوة، كانت نمطا يحتذى في الحكم والإدارة في الداخل والخارج بمعية وسطه السياسي من الصحابة رضوان الله عليهم.
فيا أيها المسلمون: إن كنتم تريدون حقا العزة والكرامة والنصر والانعتاق من الاستعمار ومن حكامكم المستبدين ومن القوانين الدولية الطاغوتية، فما عليكم حقا إلا أن تقوموا عمليا بالذي كانت الهجرة من أجله، وهو إقامة الدولة الإسلامية، وقد بين حزب التحرير كيفية إقامتها، فاعملوا معه لإقامتها، وبهذا فقط يكون للهجرة معنى حقيقي عملي، فهكذا تولد الدولة العظيمة، التي تصارع قوى الكفر والعدوان وتكون نداً مهيمناً يكتب له النصر عليهم بإذن الله، كما ولدت الدولة العظيمة التي أقامها نبي الهدى والرحمة ﷺ، ﴿وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ﴾.