إن القومية تقوض المفهوم الإسلامي للأخوة، حيث تستخدمها الأنظمة القومية في البلاد الإسلامية لتبرير عدم تدخلها عسكريا عندما يتعرض المسلمون للاضطهاد، كما هو الحال في فلسطين، واعتبارهم أجانب في أرض أجنبية وليسوا إخوة في الإسلام. أو لتبرير إعادة المسلمين المضطهدين الذين يبحثون عن ملاذ آمن في بلادهم كما نرى في بنغلادش وماليزيا وإندونيسيا مع مسلمي الروهينجا، وفي باكستان مع الأفغان؛ لذلك يجب علينا بوصفنا مسلمين أن نرفض كل القومية رفضا قاطعا، وأن نقف ضد كل السياسات والمخططات والقوانين والأنظمة القائمة عليها، وكذلك اقتلاع الأنظمة التي تدعمها وتطبقها في مجتمعاتنا. إلى جانب ذلك، نحتاج إلى التخلص من الحدود القومية التي فرضها الاستعمار والتي تفصل بين بلادنا، والعمل على توحيد الأمة الإسلامية بإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، التي هي الطريقة العملية لتوحيد الأمة الإسلامية وفقا لما فرضه الله سبحانه وتعالى، والتي ستوفر الحماية لجميع المسلمين بغض النظر عن جنسهم أو عرقهم أو مذهبهم أو مكان ولادتهم، واعتبارهم رعايا متساوين أمام القانون، ولهم الحقوق نفسها، كما توجب الشريعة الإسلامية وكما فعلت في الماضي.