إن الإسلام قد فرض علينا العيش بأحكامه في دولة الخلافة، وفرض علينا حين غياب الخلافة العمل لإقامتها بطريقة الرسول ﷺ، وإلا ازداد حالنا سوءاً وعاقَبنا اللّهُ في الدنيا والآخرة. إن العمل لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة دولة الخلافة من خلال تكتل سياسي يتبع طريقة الرسول ﷺ أي بالصراع الفكري والكفاح السياسي هو العمل الواجب على المسلمين اليوم لتغيير أوضاعهم والارتقاء بأحوالهم.
وإن تصوير أن التغيير لا يمكن أن يكون إلا من خلال البرلمانات العبثية التي تشرع من دون الله في مقابل التغيير بالعنف والأعمال المادية أو العزلة هو تصوير مقصود لتوجيه اختيارات الناس حسب مقتضى الحال، وهو صرفهم عن الطريق السياسي السلمي في التغيير.
إن تغيير هذه الأوضاع على نهج الرسول ﷺ ليس بمستحيل كما يحاول تصويره الجهلاء أو الجبناء أو المضللون، بل هو ضمن استطاعة الأمة الإسلامية إذا توكلت على الله وقامت بما أوجبه عليها.
فلا يدفعنكم أيها المسلمون اليأس والقنوط إلى السكوت عن أنظمة الجور أو مجاراتها، ولا تَلفتَنّكم الأمور الجانبية عن العمل لإقامة الخلافة، التي ستوحدكم تحت راية واحدة، وتزيل دويلات الضرار من بلادكم، وتخرجكم من ظلم الرأسمالية إلى عدل الإسلام، وتظهر الإسلام على الدين كله ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾.