بعد مرور عام بالتمام، استطاع الإعلام المصاحب لحرب رمضان 1444ه الموافق 15 نيسان/أبريل 2023م، أن يجيش الناس، ويصنفهم إلى فريقين؛ فريق مؤيد للجيش ومدافع عنه ومتخندق خلف قياداته، وفريق مؤيد وداعم لقوات الدعم السريع ومنحاز لجنودها! ولم يسلم من ذلك إلا من كان له قلب يعي به، وعقل يحكم به، أو ألقى السمع وهو شهيد.
فقد اعتمد الإعلام التابع للفريقين
بعد مرور أحد عشر شهرا من الحرب، انكشفت كثير من الحقائق التي كانت تخفى على كثير من أهل السودان، بعد أن كان البعض يأبى حتى مجرد النقاش حولها، إلا أنه مع استمرار الحرب فقد أزيل كثير من الغشاوة حول حقيقة الصراع في السودان بين العسكر والمدنيين، وفُككت كثير من علامات الاستفهام والتعجب، وتجلت الحقيقة الدامغة أنه ليس هناك مستفيد من الحرب في السودان غير المستعمر الأمريكي في صراعه مع المستعمر الأوروبي على النفوذ، وعلى التحكم في مقدرات وثروات السودان؛ هذا البلد الغني الثري بأهله وموارده!
وجه عضو مجلس السيادة، الفريق ياسر العطا، انتقادات لاذعة لدولة الإمارات العربية المتحدة، متهما إياها بتوفير الإمداد العسكري لقوات الدعم السريع (سودان تريبيون، 28/11/2023م).
لقد أثارت تصريحات الفريق ياسر العطا ضد القيادة السياسية في الإمارات وتشاد الجدل في الأوساط السياسية والإعلامية، فضلا عن الأوساط المحلية المحترقة بأوار الحرب ولهيبها، ويعد تصريح العطا وهو مساعد القائد العام للجيش السوداني، الذي غادر يوم 27/11/2023م مقر سلاح المهندسين الواقع بوسط أم درمان بعد أن ظل موجودا فيه منذ بدء الحرب في نيسان/أبريل، يعد الأول من نوعه يصدر من مسؤول حكومي ضد الإمارات حيال
بعد خمسة أشهر من الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع، يخرج البرهان من القيادة العامة بعد أن ملأت قيادات الدعم السريع وجنودهم الفضاءات والأسافير الإلكترونية والقنوات الإعلامية، أنهم يحصون أنفاس الرجل ولن يخرج إلا مستسلما أو إلى مثواه الأخير.
لا شك أنه في هذه الأوقات العصيبة التي ابتليت فيها الأمة بحكام لئام، ثم بعلماء آثروا أنفسهم - إلا من رحم الله تعالى - فاختاروا السكوت عن بيان الحكم الشرعي في عمالة الحكام، وخضوعهم لأجندة الدول الاستعمارية، وتنفيذهم لأنظمة الكفر؛ من ديمقراطية وعلمانية وفصل الدين عن الدولة، وسكوتهم عن تعدد الجيوش والحركات المسلحة بقيادات مختلفة، فرقت الأمة وارتهنت إلى من يدفع فاتورة السلاح، ثم سكوتهم عن بيان الحكم الشرعي في حرمة الاقتتال بين المسلمين، بل ومنهم من رأى أن في هذا الاقتتال جهادا يجب أن يستمر، والنبي ﷺ يقول: «إِذَا الْتَقَى الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا فَالْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ» رواه البخاري ومسلم، وقوله ﷺ: «لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللهِ مِنْ قَتْلِ مُؤْمِنٍ بِغَيْرِ حَقٍّ» رواه ابن ماجه.
يعلم كل من له عقل ويراقب الأحداث عن كثب، يعلم يقيناً أن أمريكا دولة استعمارية تقاتل وتصارع لتحقيق مصالحها في العالم، ولن تستطيع أي دولة استعمارية تحقيق سياستها بجدارة إلا إذا وجدت من يساعدها من أبناء البلد فيحقق أجندتها ويرعى مصالحها فيكون عميلاً لهذه الدولة أو تلك، خاصة عند تولي سدة الحكم، وأخطر هؤلاء العملاء هم الذين يتسترون بمؤسسات الحكم الرسمية التي تجد التوقير ويعطي الناس لها الولاء والتقدير، مثل الجيوش في بلاد العالم.
لقد ثبت يقينا بناءً على الأدلة والبراهين والشواهد أن النصر بيد الله وحده سبحانه وتعالى، وأنه منةٌ وهِبةٌ ينزلها الله سبحانه على من يشاء من عباده، وقد اتضح بالأدلة والبراهين والأمثلة أن النصر قريب بإذن الله، وما هو إلا صبر ساعة، يأتي كلمح البصر، وأن الابتلاء سنة من سنن الكون، لا تتغير ولا تتبدل إلا بإذنه تعالى، وأن البشريات على قرب نصر الله لاحت بشائرها في الأفق، لا تنكرها إلا نفوس مريضة، ولا تغض النظر عنها إلا عيون عليها غشاوة وقد أصابها الرمد.
لقد بشَّر الله تعالى عباده المؤمنين بالنصر والتمكين إن هم التزموا أوامره وحققوا شروطه للنصر، وهذه البشريات جلية وواضحة منها ما جاءت به النصوص الشرعية ومنها ما أكدته الوقائع والأحداث خاصة في هذا الزمان الذي نعيشه كثيرة:
من بشريات الوحي لأمة الإسلام بالنصر والتمكين:
للاطلاع على احدث ما ينشر من الاخبار والمقالات، اشترك في خدمة موقع جريدة الراية للبريد الالكتروني، وستصلك آخر الاخبار والمقالات بدون ازعاج بإذن الله على بريدك الالكتروني