إنّ مهمة إظهار الدين ليست محصورة بحدود، ولا يمكن تحديدها ضمن النظام الدولي العلماني. لقد جاء الإسلام ليكون مرجعاً عالمياً. ومن واجب الأمة نشره بالدعوة والجهاد، حتى يسود على سائر الأديان. ومع ذلك، فمنذ القرن التاسع عشر فصاعداً - وخاصةً بعد هدم الخلافة - ومع انتشار نظام الدولة القومية وتبني سياسات دفاعية، جُرِّدت الأمة الإسلامية من روح المبادرة الهجومية. في هذه الأثناء، واصل المستعمرون غزوها تحت شعارات السلام والاستقرار فاحتلوا بلادها، وكما نشهد اليوم في غزة التي ذبحوا أبناءها أمام أعين العالم. ومع ذلك، فإن حكام المسلمين يقتصرون على حراسة الحدود الوطنية واحترام المعاهدات التقييدية. مقيّدون بسياسات دفاعية قومية، اختاروا الصّمت، واستعانوا بالمفاهيم السياسية الغربية، فأعادوا صياغة هذه السلبية والتراجع على أنها حكمة ومصلحة وحنكة سياسية!
يسعى الغرب الآن مجدداً لتحقيق أهدافه الاستعمارية تحت راية الحرب الهجومية. فهل الأمة الإسلامية مستعدة لتجاوز الحدود، والسعي لإغاثة المظلومين، وإعادة الجهاد - ليس فقط دفاعاً عن النفس ضدّ الاحتلال، بل بمفهومه الأوسع كمنهج للسياسة الخارجية - إلى جدول الأعمال؟
لذا، يجب علينا التخلي عن السياسات الدفاعية "المتوازنة" التي تركّز على الاقتصاد، وإحياء المسار الصحيح بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، فهي وحدها التي تقيم سياستها الخارجية على الدّعوة والجهاد؛ ليعمّ الإسلام الأرض وتزول الفتنة، ﴿وَقاتِلُوهُمْ حَتّى لا تَكونَ فِتْنَةٌ وَيَكونَ الدِّينُ كُلَّهُ لِلَّهِ﴾.
رأيك في الموضوع