يوم السبت ٢٥/١٠/٢٠٢٥م، قال كبير مستشاري الرئيس الأمريكي للشؤون العربية والأفريقية، مسعد بولس، إن أطراف اللجنة الرباعية بشأن السودان وافقوا على إنشاء لجنة مشتركة لتعزيز التنسيق بشأن الأولويات العاجلة في السودان، وأضاف بولس عبر منصة إكس، أن الاجتماع الذي استضافته أمريكا في واشنطن أمس، وشاركت فيه مصر والسعودية والإمارات، ناقش سبل وقف التدخل الخارجي في الأزمة السودانية، ودفع عجلة الانتقال إلى حكم مدني.
وأشار بولس إلى أن الدول الأعضاء في اللجنة ناقشوا سبل التوصل إلى هدنة إنسانية عاجلة، وتحقيق وقف دائم لإطلاق النار في السودان، كما أكدت الرباعية الدولية التزامها بالبيان الصادر في ١٢ أيلول/سبتمبر الماضي بشأن السودان.
تزامن اجتماع الرباعية هذا مع ما رشح من مفاوضات غير مباشرة، بين الجيش وبين قوات الدعم السريع في واشنطن برعاية أمريكية، وبالرغم من نفي الحكومة السودانية لخبر المفاوضات، إلا أن الأخبار المؤكدة أن وزير الخارجية السوداني موجود هو الآخر في واشنطن، على رأس وفد يضم عسكريين، وقالت الخارجية السودانية في بيان لها بعد تأكيد سفر وزير الخارجية إلى أمريكا، إن زيارة الوزير تأتي في سياق الجهود المستمرة لتطوير العلاقات بين الخرطوم وواشنطن، ومواصلة الحوار حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك دعم السلام في السودان... الخ، هذا البيان هو اعتراف ضمني بأن هناك مفاوضات تجري في واشنطن أيا كان شكلها وطبيعتها.
واضح من تصريح بولس، وما صدر من بيان للرباعية في 12/09/2025م، أن أمريكا لم تصل بعد إلى إنهاء الحرب وإيقافها بصورة نهائية، وإنما الحديث عن هدنة لثلاثة أشهر أشبه بالهدن التي كانت في منبر جدة بداية الحرب عام ٢٠٢٣م، فإذا وقفنا على بيان الرباعية، نجد أن نصوصه لا تتحدث عن إنهاء الحرب في هذه المرحلة، وإنما تركز على هدنة وإدخال مساعدات إنسانية، حيث جاء في البيان: (... ودعا البيان إلى هدنة إنسانية لمدة ثلاثة أشهر مبدئياً لتمكين وصول المساعدات الإنسانية بسرعة إلى جميع أنحاء السودان).
إن أمريكا هي من يمسك بملف الحرب في السودان منذ بدايته، ولم تسمح لأية دولة بالتدخل فيه، لأنها هي من يقف وراء إشعال هذه الحرب، وهي التي تمدد أجلها حتى تنضج طبختها، فمعلوم أن سبب هذه الحرب هو الاتفاق الإطاري الذي لو تم تنفيذه كما هو لخرجت أمريكا من السودان، وبالتالي ضاع الحكم من العسكر، فأمريكا كانت وما زالت تحكم سيطرتها على السودان عبر قادة العسكر، وعندما اندلع الحراك الثوري في السودان استغل رجال أوروبا، وبخاصة بريطانيا الوضع لأخذ السلطة لصالح المدنيين الموالين لأوروبا، وظل الأمر سجالا بين الفريقين حتى كان الاتفاق الإطاري الذي يجعل السلطة كاملة للمدنيين، بل يجعل لهم سلطة على العسكر، لذلك أوعزت أمريكا لرجالها في قيادة الجيش، وقوات الدعم السريع بافتعال هذه الحرب حتى يبعدوا رجال أوروبا من المدنيين.
وبالرغم من مرور أكثر من عامين ونصف، لم تستطع أمريكا ورجالها القضاء على رجال أوروبا بالرغم من شيطنتهم، وإلصاقهم بالدعم السريع، كما أن أمريكا أيضاً تريد من هذه الحرب سلخ دارفور من السودان كما فعلت بجنوب السودان عن طريق عميلها جون قرنق، فهي الآن تسعى لجعل دارفور في يد عميلها حميدتي. عمليا، دارفور كلها في يد قوات الدعم السريع إلا جيوب من الفاشر التي استمرت في السيطرة عليها.
وبالرغم من الفظائع التي تقوم بها ضد المدنيين العزل في الفاشر من حصار وقتل وتجويع، إلا أن أمريكا لا تقوم بعمل جدي لإدانة هذه الجرائم، وإن فعلت فإنها من باب ذر الرماد في العيون، وقد أشركت معها الجيش، بل حتى عملاؤها في المنطقة لا نسمع منهم إدانة صريحة للأعمال الوحشية التي تقوم بها قوات الدعم السريع في الفاشر وغيرها، حتى تواترت الأنباء بسقوطها في يدها.
وبحسب تغريدة لكبير مستشاري الرئيس الأمريكي للشؤون العربية والأفريقية مسعد بولس، فإن الولايات المتحدة وشركاءها في الرباعية متحدون في التزامهم بدعم الشعب السوداني وتخفيف معاناته، مؤكداً أن الإدارة الأمريكية تولي الملف الإنساني والأمني في السودان أهمية قصوى. (إندبندنت عربية 26/10/2025)
ويبدو أن أمريكا بعد أن سقطت الفاشر في يد قوات الدعم السريع، وأصبحت دارفور تحت سيطرتها بالكامل، فإن الرباعية ستسرع في المفاوضات بين الطرفين، تفضي إلى سيطرة كاملة لقوات الدعم السريع على أراضي دارفور، حتى إذا أرادت أمريكا فصل دارفور فعلت كما فعلت من قبل حيث فصلت جنوب السودان عبر المفاوضات وباسم السلام المزعوم!!
فيا أهل السودان، هل تنتظرون من أمريكا التي أمدت كيان يهود بكل أسلحة الدمار لقتل إخواننا في غزة، في ظل تقاعس حكام المسلمين عن نصرتهم، أن توجد لكم سلاماً، ومن قبل هي من فصل جنوب السودان؟!
إن الواجب علينا أن نعي أولاً على أن أمريكا هي عدو للإسلام والمسلمين، ولا يمكن أن يأتي منها الخير، وأن نعي أن ما يجري في السودان، هو مؤامرة ينفذها قادة الجيش، وقادة قوات الدعم السريع، فيجب الوعي على ذلك، ومنع تقسيم السودان، حلم أمريكا، والعمل الجاد من أجل إقامة دولة تمنع الكفار المستعمرين من التدخل في شؤوننا، وهي دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، فهي وحدها القادرة على طرد نفوذ الكفار المستعمرين من بلادنا، وتعمل على وحدة البلاد باعتبارها قضية مصيرية، بل وتعمل من أجل توحيد جميع بلاد المسلمين في كيان واحد، وهو كائن إن شاء الله، فهو وعد الله سبحانه وبشرى رسوله ﷺ، فما علينا إلا أن نعمل لإيجادها مرضاة لله سبحانه وتعالى، فنعيش في ظلها أعزاء كرماء، وما ذلك على الله بعزيز.
* الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان






















رأيك في الموضوع