على خلفية توصية البعثة الأممية لتقصي الحقائق في السودان، والتي أوصت في أحد بنودها بنشر قوة لحفظ السلام وحماية المدنيين، انقسم الناس في ذلك إلى مجموعتين؛ مجموعة ترفض التدخل وتتبنى وجهة نظر الحكومة التي تتبنى الرؤية الأمريكية الرافضة للتوصية من وجهة دبلوماسية فقط. ومجموعة تقبل بالتدخل بذريعة وقف الاعتداءات على الناس.
وإزاء هذه المواقف فإن حزب التحرير/ ولاية السودان سجل رفضه لهذا التدخل من منطلق مبدأ الإسلام العظيم وأكد في بيان صحفي على الآتي:
أولا: حرم الإسلام الاستعانة بالكافرين أو موالاتهم حتى لا يكون لهم سلطان وتحكم بالمسلمين، قال تعالى: ﴿وَلَن يَجْعَلَ اللهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً﴾، وقال سبحانه: ﴿إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوّاً مُّبِيناً﴾.
ثانيا: يجب أن يعلم أهل السودان أن ما يدور في السودان من حراك سياسي وعسكري هو في الأصل صراع دولي على النفوذ في السودان بين أمريكا التي يمثلها قادة قوات الدعم السريع وبين قادة في الجيش الذين أشعلوا الحرب لمصلحة أمريكا للقضاء على نفوذ بريطانيا وإلغاء الاتفاق الإطاري الذي كاد أن يجيّر المؤسسة العسكرية لمصلحة عملاء بريطانيا المدنيين الذين تمثلهم قوى الحرية والتغيير؛ (تقدم) اليوم.
ثالثا: يجب على أهل السودان أن يكونوا واعين فلا يسمحوا بالتضليل الذي يمارسه عملاء الاستعمار، فلماذا يرفضون تدخل الأمم المتحدة ولا يرفضون تدخل أمريكا عبر منبر جدة مثلا؟! فكل هذه الدول وما يسمى بالمنظمات الدولية كلها عدوة الإسلام والمسلمين ولا تعمل إلا لمصلحة الدول الاستعمارية الكبرى أمريكا وبريطانيا وغيرهما.
رابعا: لن يوقف هذا التدخل السافر القبيح في بلادنا إلا إقامة دولة على أساس الإسلام؛ الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، فهي وحدها المخرج والخلاص، قال النبي ﷺ: «فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلَافاً كَثِيراً، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ، فَتَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ» رواه أحمد وأبو داود.
رأيك في الموضوع