أيها المسلمون: يقول رسول الله ﷺ: «كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ؛ فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ...»، متفق عليه. وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله ﷺ يقول في بيتي هذا: «اللَّهُمَّ مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئاً فَشَقَّ عَلَيْهِمْ فَاشْقُقْ عَلَيْهِ، وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئاً فَرَفَقَ بِهِمْ فَارْفُقْ بِهِ»، رواه مسلم، وهذا دعاء من النبي ﷺ على من تولَّى أمور المسلمين الخاصة والعامة، وأن الرفق أن تسير بالناس حسب أمر الله ورسوله، ومن سار بالناس بغير هدي محمد ﷺ فقد شقّ عليهم.
فالإمامة ورعاية الناس حمل ثقيل وأمانة يحاسب الله عليها، هكذا كان جواب رسول الله ﷺ فيما رواه أبو ذر: قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، أَلَا تَسْتَعْمِلُنِي؟ قالَ: فَضَرَبَ بيَدِهِ علَى مَنْكِبِي، ثُمَّ قالَ: «يا أَبَا ذَرٍّ، إنَّكَ ضَعِيفٌ، وإنَّهَا أَمَانَةُ، وإنَّهَا يَومَ القِيَامَةِ خِزْيٌ وَنَدَامَةٌ، إلَّا مَن أَخَذَهَا بحَقِّهَا، وَأَدَّى الذي عليه فِيهَا» رواه مسلم.
وعليه فإن علاج الفواجع التي تنزل بالمسلمين لا يكون بالندب ولطم الخدود، مع بقاء أصل الداء وأس البلاء، وهو الأنظمة الفاسدة المنتج الطبيعي لهذه المشاكل، وإنَّما يكون العلاج بالعمل الجاد لإزالتها، وإقامة نظام يحكم بشرع الله ويرعى شؤون الناس وَفْقَ أحكامه، ومبايعة إمام عادل يضرب بيد من حديد كل أنواع الفساد فيجفف منابعها ويقطع دابرها، غايته في ذلك كله رضوان الله تعالى.
رأيك في الموضوع