إن خطورة ما يسمى بالدين الإبراهيمي لا تكمن فقط في كونه خطاباً سياسياً مغلفاً بالدين بل في قدرته على إعادة إنتاج الاستعمار بلغة روحية ناعمة تُجرِّد الأمة من أدوات الرفض والمقاومة باسم التسامح والانفتاح.
فهو لا يكتفي بتزييف المفاهيم بل يعيد تشكيل الوعي تدريجياً ليجعل التطبيع قدراً والتنازل فضيلة، والاحتلال شريكاً في القداسة فيتحول الصراع من معركة وجود إلى خلاف وجهات نظر، ومن قضية أمة إلى حوار أديان، وهذا أخطر ما يمكن أن تواجهه الشعوب حين يُنتزع منها معيار الحق ويُستبدل به منطق "التوافق الدولي" تحت شعار السلام.
فالحرب اليوم هي حرب دين وهوية، لكنهم غفلوا أو تجاهلوا أن لديننا خاتما وله كتاب لا يحرّف ونبيا لا ينسى وأمة ما خضعت لغير الله وإن انحنت بسبب العواصف لكنها لا تموت ولا تطمس بل لها مشروع إسلامي لا يذوب، ولا يتنازل، ولا يقايض بالحق الوهم، لأنه من عند الله، وأنه حين يعود لا يعود برداء "القبول العالمي" أو "التسامح المصطنع"، بل بميزان العدل، وصوت الحق، وراية لا إله إلا الله محمد رسول الله.
فليخططوا كما شاؤوا، فإن مكرهم إلى زوال، وإن وعد الله حق، ﴿وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ﴾.






















رأيك في الموضوع