إن الأمة في الشام لم تضحّ وتقدّم الغالي والنفيس ليعاد إنتاج نظام بشار بصورة ملوّنة، بلحى أو دون لحى، ودماء الأطفال ومعاناة المهجرين والمجاهدين، ما زالت تصرخ: أين الدولة التي وعدتمونا بها؟! إن الأمة ما زالت تتطلع إلى المخلصين، الثابتين على المبدأ، الذين لم يبيعوا دينهم ولا دماء أمتهم، الذين يرفضون الاستسلام للواقع الدولي الفاسد، ويؤمنون أن الخلاص الحقيقي لا يكون إلا بإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة.
أيها المخلصون في الشام: إن مسار الثورة قد انحرف بدرجة خطيرة، ولا بد من تصحيحه قبل فوات الأوان، ولات حين مندم. ولا بد من قيادة واعية مخلصة، لا تخضع إلا لله، ولا تأخذ توجيهها إلا من شرعه، ولا ترضى بالدنيّة في دينها، ولا تتنازل عن هدفها في إقامة حكم الإسلام وإسقاط أنظمة الكفر جميعاً، لا التفاوض معها أو الاستقواء بها. فدونكم حزب التحرير الرائد الذي لا يكذب أهله، اعملوا معه وأعطوه نصرتكم، واستبدلوه بالقيادة الحالية التي فشلت في تحقيق ما يرضي الله ورسوله والمؤمنين، ويكافئ حجم التضحيات التي قدمتموها. ولا يجب أن تقف الثورة عند أعتاب أمريكا وعملائها، فهي بحق لم تنته بعد، وقد طالت مدّة استراحة المحارب، وآن أوان إعادة الثورة إلى مسارها. فانفروا أيها الصادقون، واعلموا أن الله ناصر من ينصره، وأن العاقبة للمتقين.
رأيك في الموضوع