في السادس من آب/أغسطس 2025، وخلال اجتماع لمجلس الوزراء، صرّح الرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو بأنه يُجهّز جزيرة غالانغ في جزر رياو لتكون مركزاً لعلاج 2000 جريح من أهل غزة. وفي اليوم التالي صرح حسن نصيبي، رئيس مكتب الاتصالات الرئاسية "أصدر الرئيس أمس تعليماته لإندونيسيا بتقديم المساعدة الطبية لنحو 2000 غزّي من ضحايا الحرب".
الراية: ظاهريا يبدو هذا أنه مساعدة لأهل غزة؛ لكنه في الحقيقة يتماشى مع رغبات يهود. فقد نقل موقع بي بي سي في ٧ آب/أغسطس ٢٠٢٥ عن وسائل إعلام عبرية أن كيان يهود توصل إلى اتفاق مع خمس دول مستعدة لاستقبال أهل غزة، منها إندونيسيا. كما أنه في كانون الثاني/يناير الماضي، اقترح رئيس أمريكا ترامب نقل بعض أهل غزة إلى إندونيسيا. لذلك فإن نقل أهل غزة إلى إندونيسيا يعني إفراغها، وتسليمها ليهود.
جاء هذا أيضاً نتيجةً لضغط أمريكا الاقتصادي حيث فرض ترامب تعريفة جمركية بنسبة 32% على الصادرات الإندونيسية، متهماً إندونيسيا بالحصول على "ميزة غير عادلة" لمجرد فائضها التجاري وجرأتها على الانضمام إلى مجموعة البريكس. ثم في أيار/مايو 2025، فُتح باب المفاوضات ولكن بشرط صارم وهو أنه يجب على إندونيسيا فتح سوقها وشراء المنتجات الأمريكية الاستراتيجية إذا أرادت خفض التعريفات الجمركية. وفي منتصف حزيران/يونيو 2025، وافقت إندونيسيا على حزمة شراء استراتيجية تشمل 50 طائرة بوينغ بقيمة تقارب 10 مليارات دولار، بالإضافة إلى واردات من الغاز الطبيعي المسال والطاقة المتجددة بقيمة 15 مليار دولار. في المجموع، تدفقت عشرات مليارات الدولارات إلى أمريكا.
يتظاهر نظام إندونيسيا بمساعدة أهل غزة، بينما هو يعمل لتسليم غزة ليهود وأمريكا، فهل يتوقع تحرير فلسطين من نظام خاضع لأمريكا؟!
رأيك في الموضوع