د. ماهر الجعبري

د. ماهر الجعبري

الدكتور ماهر الجعبري

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين

 

البريد الإلكتروني: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

مع سخونة الأجواء وارتقاء الشهداء في فلسطين أصبحت مفتوحة على أكثر من هبة شعبية، مما أقلق أطراف اللعبة السياسية جميعا، وخصوصا أمريكا، التي تريد المنطقة ساكنة لأكثر من سبب، فجاءت التحركات الدبلوماسية لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري، وعقد لقاءاته المنفردة مع نتنياهو وعباس والملك الأردني. وهذا المقال يحلل مبعث ووجهة تلك التحركات الأمريكية، وتأثيرها على مستقبل الحراك المتفجر في فلسطين.

 

لم يعد خافيا أن ما يجري في فلسطين هو هجوم ديني دموي من قبل كيان الاحتلال اليهودي بجنوده ومستوطنيه على أهل فلسطين ومقدسات المسلمين، وهو حلقة في سلسلة الإجرامب اليهودي الممتدة: وذلك بداية من هجوم حاخامات الحكومة اليهودية على المسجد الأقصى، إلى الاغتيالات والإعدامات الميدانية التي ينفّذها جنود الاحتلال اليهودي بتعليمات من نتنياهو، في تناغم مع هجمات المستوطنين على قرى فلسطين وأحيائها، بما يعبر عن حقد يهودي متأصل في عقيدتهم الباطلة. وفي المقال السابق تحدثت عن التقاء الدوافع التلمودية مع الغايات السياسية الرافضة لحل الدولتين، وأن العدوان على الأقصى وتهويد القدس هو المعلم الأبرز على أجندة حكومة نتنياهو الليكودية، وهو يجد في هذا التصعيد منفذا لتفجير الأوضاع والهروب للأمام من حل الدولتين. 

منذ أن تشكلت الحكومة الليكودية كان واضحا أن العدوان على المسجد الأقصى وتهويد القدس هو المعلم الأبرز في أجندتها، حيث التقت فيها الرؤية السياسية لنتنياهو وحزبه الرافضة لحل الدولتين مع النظرات التلمودية للأحزاب اليهودية المتطرفة، فخرجت أكثر تشددا وتمسكا بالسيطرة اليهودية الكاملة على فلسطين، وعزز ذلك التحالفُ الحكومي التوجهاتِ العدائيةَ عند اليهود، وغلّب الرؤى التوراتية على النظرات السياسية التي سمحت بمسار التفاوض. وهي قد ضمّت الحاخامات المندفعين نحو تهويد المسجد الأقصى، وفرض سيادتهم عليه، والذين يدعون إلى اقتحامه وأداء طقوسهم فيه وطرد المسلمين منه، ومنهم من يصرح بهدمه لإعادة بناء الهيكل المدّعى. 

ظهر مصطلح "المستبد العادل" عند بعض الكتّاب المعاصرين في وصف المسيرة السياسية للفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وهو الذي جسّد نموذج "الحكم الفردي" في الإسلام، واتسم بالحزم والمفاصلة، وحكّم - كبقية الخلفاء الراشدين - الإسلام بمفهومه السياسي الشامل، وبلا تمييز بين الراعي والرعية.

 

هناك ثلاث غايات سياسية حيوية تبرز في واقع الأمة المعاصر، وهي التحرر من الهيمنة الخارجية، والوحدة السياسية، وتطبيق الإسلام، وهي غايات متصلة ومتداخلة، ويكون تحقيقها نتيجة لتحقيق المشروع الإسلامي المتمثل بالخلافة على منهاج النبوة، وهي التي تجعل المسلمين أمة واحدة، كما أكّدت العديد من النصوص الشرعية، منها ﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ﴾.

يفكّر الإنسان عموما بالوقائع المحيطة التي تشغل باله، وحتي يتم عقل هذه الوقائع (أي التفكير) لا بد من أن تنتقل "بيانات" هذه الوقائع إلى دماغ الإنسان عبر أدوات الإحساس البشري، ومن ثم لا بد من توفّر معلومات سابقة مخزّنة في ذهن الإنسان يتم ربطها بتلك البيانات المحسوسة. إذن، هنالك أربعة مقومات لعملية التفكير: ثلاثة تتعلق بالمفكر (وهي الدماغ والحواس والمعلومات السابقة) وواحدة بما يحيط به وهي الوقائع. ولا يتم التفكير إلا باكتمال هذه العناصر.

بعد تصاعد الحديث الإعلامي عن وجود قنوات حوار غير مباشر بين قادة اليهود وحركة حماس ظلَّ موقف الحركة باهتا: ما بين نفي المفاوضات وتقرير استلام العروض الدولية. وهذا الموقف المتأرجح يفتح الباب أمام الحركة للإعلان عن اتفاق هدنة كمسار سياسي في غزة فيما إذا تبلور. هذا المقال يناقش مدى جدّية ذلك المسار السياسي وعلاقته بتطورات الموقف المصري من حركة حماس، ومن ثم يخلص إلى الموقف من تلك الاتصالات السياسية.

تصاعد الحديث عن تجديد الحراك الفرنسي لتحريك المفاوضات بين السلطة الفلسطينية والاحتلال اليهودي، حيث تتباحث فرنسا مع السلطة الفلسطينية ودول عربية للوصول إلى صيغة تقبلها الأطراف يتم طرحها على مجلس الأمن الدولي، وهذا المشروع الفرنسي المتجدد لا ينعزل عن سياق المشروع السابق الذي تم تقديمه إلى الأمم المتحدة تحت عنوان "مشروع القرار الفلسطيني - العربي"، ولكنه سقط عند التصويت في 30/12/2014. ومن ثم أجّلت فرنسا متابعة الحراك إلى ما بعد الانتخابات اليهودية.

"في رؤيتي للسلام يعيش في أرضنا الصغيرة شعبان حرّان جنبا إلى جنب"، هو تصريح سابق (2009) لرئيس وزراء كيان يهود نتنياهو يبسّط فيه الرؤية السياسية المتجانسة مع النظرات التلمودية: فلا مجال لدولتين بل شعبين فوق "أرضهم"، ولا مجال لإنقاص السيادة اليهودية عن كل فلسطين. وهي على النقيض من "حل الدولتين" الأمريكي.

 

"قُرعت أجراس الكنائس الأرمينية حول العالم" كما تكتب بي بي سي في 24/4/2015، في خبرها "الأرمن يحيون الذكرى المئوية "لمذبحتهم""، وتنقل بي بي سي الرواية الأرمنية-الغربية "وتقول أرمينيا إن حوالي مليون ونصف المليون شخص قتلوا في هذه الأحداث، لكن تركيا تشكك في هذا الرقم".