أسعد منصور - أوروبا
إن حرب غزة قد ضاعفت في فضح الرئيس التركي أردوغان وسائر حكام البلاد الإسلامية. وطالما فضحنا تلاعبه بالتصريحات النارية، وتراجعه عنها والتي لم تصحبها أفعال. ومن ثم يتناسى أنه صرح مثل ذلك ويصالح كيان يهود ويطبع علاقاته معهم، التي لم يقطعها نهائيا وإنما يخفض التمثيل الدبلوماسي، فيستقبل رئيس كيان يهود هرتسوغ استقبال الأبطال والأباطرة في قصره الجمهوري يوم 9/3/2023، ويلتقي مع رئيس وزرائه نتنياهو بنيويورك في شهر أيلول 2023 ويعده أن يقوم بزيارة للكيان الغاصب في الشهر التالي، شهر تشرين الأول/أكتوبر 2023. إلا أن اندلاع طوفان الأقصى يوم 7 تشرين الأول، حال دون ذلك فألغى الزيارة.
ومع استمرار كيان يهود في ارتكاب المجازر بغزة للشهر العاشر لم يقطع أردوغان علاقات تركيا مع العدو ومن ثم يأتي ويهدده، فهل يكون جادا عندما يقول: "يجب تعزيز قوة بلادنا من أجل ردع (إسرائيل) عن ممارساتها ضد الفلسطينيين. تماما كما دخلنا قرا باغ وليبيا، يمكننا فعل الشيء نفسه مع هؤلاء، لا يوجد شيء يمنع ذلك. فقط علينا أن نكون أقوياء حتى نقدم على الخطوات" (الأناضول 29/7/2024)؟
من المعلوم أن قبرص فتحت على عهد الخليفة الراشدي عثمان بن عفان رضي الله عنه، وبذلك أصبحت جزيرة إسلامية. وقد احتلها الصليبيون، ومن ثم حررها المسلمون، ودخلت تحت الحكم العثماني، وبدأ الأتراك المسلمون يقيمون فيها. وقد احتالت بريطانيا على الدولة العثمانية عندما استأجرت قاعدة عسكرية مؤقتة فيها عام 1876 بدعوى مواجهة احتلال روسي محتمل، وينتهي عقد الإيجار عند زوال الخطر الروسي. ولكنه مع اندلاع الحرب العالمية الأولى عام 1914 أعلنت بريطانيا ضم الجزيرة إليها.
وفي معاهدة لوزان التي دخلت حيز التنفيذ
قال الرئيس التركي أردوغان يوم 5/7/2024 "قد ندعو السيد بوتين ومعه بشار أسد. إذا تمكن السيد بوتين من القيام بزيارة لتركيا، فيكون ذلك بداية لعملية جديدة"، وادّعى كاذبا أن "داعش والتنظيمات الكردية الانفصالية هم فقط من يعارضون تطبيع العلاقات التركية السورية"، مخفيا أن أغلبية أهل سوريا يرفضون النظام والتطبيع معه. وقال "إن أجواء السلام التي ستعم سوريا ضرورية أيضا لعودة ملايين الناس إلى بلادهم"، ما يعني طرد اللاجئين السوريين من بلدهم الثاني تركيا.
وجاءت تصريحات أردوغان فور عودته من كازاخستان ولقائه بوتين هناك
وصف الرئيس الأمريكي بايدن يوم 20/5/2024 طلب المحكمة الجنائية الدولية بحق مسؤولين في كيان يهود بأنه أمر شائن، وأن إدارته تعارض مشروع القرار بشدة. وأكد العنجهية الأمريكية قائلا "المحكمة لا سلطة قضائية لها على (إسرائيل)"، بينما أيد قرارها ضد قادة حماس!
وأكد هذه العنجهية والغطرسة يوم 4/6/2024 قائلا "المحكمة الجنائية الدولية شيء لا نعترف به"، رافضا قرارها ضد مسؤولين في كيان يهود يواصلون ارتكاب إبادة جماعية في غزة بدعم أمريكي مطلق. وطالب مجلس النواب الأمريكي برفض مشروع قرار المحكمة. وبالفعل قام مجلس النواب الأمريكي ورفض مشروع القرار وصوت على معاقبة المحكمة الجنائية الدولية. ومن ضمن العقوبات التي
إن الانقلابات تحدث عادة في الدول عندما يكون للجيش سبيل على الحكم، أو أن تكون هناك صراعات بين قوى داخلية تريد أن تتغلب إحداها على الأخرى فتتسلط على الحكم لتفرض هيمنتها على غيرها، أو أن تكون للدولة نفسها أو لقوى فيها أو في الداخل ارتباطات أجنبية. فحدث أن تسلط محمد علي باشا على حكم ولاية مصر واستعان بفرنسا لتنصره على دولة الخلافة حتى تعترف له بأن يكون واليا على مصر. ولقب الباشا يعطى عادة للقادة العسكريين الكبار. وتسلط مدحت باشا على الحكم وقد ارتبط بالإنجليز فأسقط السلطان مراد الخامس. وكذلك تسلط أنور باشا وجمال باشا وطلعت باشا فأسقطوا الخليفة عبد الحميد الثاني. وارتبط الضابط مصطفى كمال بالإنجليز فهدم الخلافة
كيف وقعت أمريكا في تناقضات بتعاملها مع كيان يهود، فتؤيد عدوانهم على غزة وقتلهم لعشرات الآلاف من أهلها، وأكثرهم أطفال ونساء، وتدميره لبيوتهم ومستشفياتهم ومدارسهم فوق رؤوسهم وجرف المئات ودفنهم وهم أحياء، وتدّعي حماية حقوق الطفل والمرأة والإنسان؟! وتطلب منهم وقف القتل الكثير اللافت للنظر، ولا تعتبر ذلك إبادة جماعية لأنها ارتكبت مثله بالعراق وأفغانستان! ولو كان غير لافت للنظر لم تكترث، لأن المهم عندها عدم إثارة الرأي العام الداخلي والعالمي ضدها. وطلبت منهم أكثر من مرة توقيع اتفاقية لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، وهم يرفضون، فجعلوا سيدتهم أمريكا في موقف العاجز والضعيف، لكن لا يمكنها أن تتخلى عنهم أو أن تؤذيهم أذى بالغا لأنهم موجودون في فلسطين لخدمة
إننا نتألم لما أصاب أمتنا العظيمة وإن كانت ثقتنا فيها لا تتضعضع فهي خير أمة؛ فكيف بوزير أمريكي يفتخر بيهوديته، يقود قادتها وقد اعتبرناهم قادة تجاوزا، فهم رويبضات، حتى إنهم يخجلون أن يظهروا أن لهم علاقة بالإسلام فيتهموا بالإرهاب والتطرف ومعاداة السامية! وليظهروا أنهم سائرون مع النظام العالمي الذي تقوده أمريكا وقد أملت عليهم ألا يتلفظوا إلا: "نطالب بتطبيق القانون
أقر مجلس النواب الأمريكي يوم 20/4/2024 تقديم مساعدات بقيمة 61 مليار دولار لأوكرانيا. والذي عجّل باتفاق الحزبين الديمقراطي والجمهوري في المجلس هو المكاسب الروسية على الجبهة بعدما كثفت روسيا عملياتها الهجومية على عدة نقاط، فاستولت على مدينة أفدييفكا الأوكرانية قبل شهرين، واحتلت مؤخرا قرية نوفوميخايليكفا التي تبعد 30 كلم عن دونيتسك وليست بعيدة عن بلدة فوغليدرا التي تقع على تقاطع الجبهتين الجنوبية والشرقية، والتي تحاول روسيا احتلالها منذ سنتين، وسيطرت على بوهدانيفكا شمال شرقي تشاسيف بار، وهي بلدة استراتيجية على أرض مرتفعة يمكن أن تفتح الطريق أمام روسيا للسيطرة على مدن حصينة في شرق أوكرانيا. فبدأت التحذيرات من احتمال خسارة أوكرانيا
إن عداء أمريكا لكل من روسيا والصين جعلهما يتقاربان إلى حد كبير حتى كادا أن يصبحا حليفين ويسويا كافة مشاكلهما، وتحاولان قيادة منظمتي شنغهاي وبريكس لحسابهما في مجابهة الغرب. فتعملان على توثيق علاقاتهما وتكثيف تبادل الزيارات على مستوى الرؤساء والوزراء للتنسيق بينهما. فأثناء زيارة الرئيس الصيني شي لروسيا يوم 21/3/2023 عبّر عن توافقه مع نظرة رئيسها بوتين قائلا "لأننا أكبر قوتين كبريين جارتين، ونحن شريكان استراتيجيان على كل المستويات". وكرر مثل ذلك يوم 20/12/2023 عند لقائه رئيس وزراء روسيا ميشوستين قائلا "الحفاظ على العلاقات بين الصين وروسيا خيار استراتيجي اتخذه الجانبان يقوم على المصالح الأساسية لشعبينا.. يتعين تضخيم الآثار الإيجابي
أعلنت تركيا أردوغان يوم 9/4/2024 وقف تصدير نحو 54 مادة من المواد التي تصدرها بأسعار رخيصة إلى كيان يهود بقيمة 7 مليارات دولار سنويا، ولو حسبت حسب مثيلتها الأوروبية أو الأمريكية لكانت أسعارها مضاعفة. وهذا إقرار من النظام التركي بأنه دعم العدو على مدى 6 أشهر بمختلف المواد ومنها وقود الطائرات وحديد التسليح والفولاذ المسطح وأسلاك الصلب والألمنيوم والأبراج الفولاذية والمواد الكيمياوية ما يحتاجه كيان يهود لصناعة الأسلحة ولشن الحرب المدمرة على غزة حيث قتل وجرح أكثر من 100 ألف من أهلها المسلمين، وبذلك تكشف تركيا أردوغان عن دعمها لصناعة كيان يهود الحربية على مدى 22 عاما من حكمه واستمرارها في تصديرها لكيان يهود أثناء عدوانه المتواصل على غزة.
للاطلاع على احدث ما ينشر من الاخبار والمقالات، اشترك في خدمة موقع جريدة الراية للبريد الالكتروني، وستصلك آخر الاخبار والمقالات بدون ازعاج بإذن الله على بريدك الالكتروني