لقد كانت جولة ترامب الخليجية شاهدة على ذل وصغار وإجرام حكام المسلمين، وكشفت حجم مصاب الأمة بهم، وعززت القناعة بأنهم أولياء لأعدائهم، ولا يمتون لهموم وتطلعات وآمال الأمة بشيء، كيف لا والله سبحانه وتعالى يقول: ﴿إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾. فحق على الأمة ألا يهدأ لها بال حتى تطيح بعروش الحكام وتجعلهم وراء ظهرها.
أما ما يواسينا ويبعث الأمل في نفوسنا، فهو أنها سنة الله التي لا تحويل عنها، فهي أيام يداولها بين الناس، ﴿وَلِيُمَحِّصَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ﴾ ويقلب الأمور بين خلقه ﴿لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ﴾، حتى إذا ما جاء نصر الله كان الحق بيّناً وواضحا وضوح الشمس في رابعة النهار، بعد أن تكشفت كل الوجوه وسقطت كل الأقنعة وتهاوت كل المبررات، فلا يبقى حينئذ مكان لخائن أو خوار، ونصر الله آت بلا ريب ﴿إِن يَنصُرْكُمُ اللهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكِّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾.
رأيك في الموضوع