ما زال كيان يهود يمارس إجرامه بحق أهل غزة، ليرتقي منهم يوميا عشرات الشهداء، كما أنه ما زال يضرب حصاره على غزة، فيموت أهلها جوعاً، وقد باتوا بلا طعام ولا شراب ولا دواء ولا مأوى، رغم شيء من المحاولات لإيصال بعض المساعدات لهم على استحياء.
لقد شهدنا كثيراً من شعوب العالم تحركت مطالبة بإنهاء الحرب على غزة ورفع الحصار عن أهلها، وتزويدهم بالطعام والشراب، ولم يُنتج ذلك إلا مزيداً من الإحراج لحكوماتهم، فطالبت بعضها على استحياء برفع الحصار عن أهل غزة، شأنها في ذلك شأن أيّ إنسان عادي عاجز، وكأنهم ليسوا أصحاب قرار سياسي!
أما بلاد المسلمين فحدّث عن حالها ولا حرج، خاصة البلاد المجاورة لفلسطين، فحكامها الخونة يمنعون أي شيء من دخول غزة، رغم شوق أهل تلك البلاد إلى الجهاد في سبيل الله ومساعدة إخوانهم في غزة.
أما الجيوش فبدل أن تقوم بواجبها الشرعي في قتال كيان يهود، ورفع المعاناة عن أهل غزة، فإنّ بعضها يقف على الثغور، ليمنع المسلمين من اجتيازها، ومساعدة أهل غزة.
والسؤال الذي يطرح نفسه باستمرار: هل بقي عند المسلمين بقية من أمل في رويبضاتهم؟! هل ينتظرون أن تتحرك فيهم نخوة المعتصم؟! الجواب في قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾، والعمدة في تغيير ما بالأنفس هو الأنظمة المطبّقة عليهم، وهي أنظمة خائنة، تصدهم عن دين الله، وتقطّع بينهم أواصر الأخوة الإسلامية، وتثير فيهم مشاعر الوطنية التي حرمها الله، وتجعل ما يجري في غزة من قتل وتدمير وحصار وتجويع كأنه لا يقع في بلاد المسلمين؛ وكأنه لا يقع على إخوتهم المسلمين!
رأيك في الموضوع