الأستاذ حامد عبد العزيز

الأستاذ حامد عبد العزيز

البريد الإلكتروني: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

لقد تضاعف حجم الديْن الخارجي بالنسبة للناتج المحلي العام في مصر، فقد بلغ حجم الديون المصرية الخارجية عام 2011م، 34.9 مليار دولار، وارتفع مع منتصف العام 2022 إلى 157.8 مليار دولار، وهو ما أدى إلى تدهور الجنيه وتفاقم معاناة الناس، في بلد يستورد غالبية احتياجاته الضرورية، ما أدّى إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية إلى مستويات قياسية في ظل شح بالغ في العملة الصعبة. فالجنيه المصري قد فقد نحو ثلاثة أرباع قيمته أمام الدولار الأمريكي خلال العشر سنوات الأخيرة، وباتت خدمة الديْن العام للدولة تلتهم نصف الميزانية، إذ يتعين على مصر سداد ديون قصيرة الأجل بقيمة 911.5 مليون دولار خلال الشهر الجاري، و282.4 مليون في آب/أغسطس، و221.7 مليون في أيلو

 

يصر نظام السيسي على الاستدانة من الخارج والداخل بشكل مفرط لم يسبق له مثيل لا يستطيع أن يتحمل عواقبها الاقتصاد المصري، ظنا منه أن هذا هو السبيل لمعالجة الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها. فكل ما يفكر فيه هو إطلاق مشروعات

 

من الواضح تماماً أن الدرس السياسي الأول الذي تعلمه السيسي من أحداث ثورة يناير وما قبلها وما صحبها هو أن مساحة الفضاء السياسي المسموح به تتناسب طردياً مع حجم التهديد الذي يتعرض له النظام السياسي، ومن هنا فإن السيسي

 

في 10 كانون الأول/ديسمبر 2020م، منح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، السيسي وسام جوقة الشرف وهو أعلى وسام فرنسي، وذكر موقع المستشارية الكبرى لجوقة الشرف أنه يمكن منح الأجانب أعلى رتبة من الوسام إذا "قدموا خدمات لفرنسا" 

 

برغم أن دولة الإسلام أسقطت منذ مائة عام على يد الغرب الكافر وعلى رأسه بريطانيا، وبرغم غياب الإسلام من مراكز الحكم والقرار في العالم، وخلو الساحة أمام الغرب وساسته ليتلاعبوا بمصائر الشعوب والأمم، إلا أن الغرب لم يتوقف عن حربه على الإسلام والمسلمين، ولم تتوقف سهامه الطائشة عن الطعن في عقيدة الأمة وشريعتها، ولم يشبع بعد من نهب خيرات وثروات الأمة

أعلن رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون الخميس 16/9/2021م، أنّ بلاده فسخت عقداً ضخماً أبرمته مع فرنسا في 2016 بقيمة 65 مليار دولار لشراء غواصات تقليدية، لأنّها تفضّل أن تبني بمساعدة من أمريكا وبريطانيا غواصات تعمل بالدفع النووي. وبرغم الضرر الذي أصاب فرنسا من صفقة الغواصات الثلاثية بين أمريكا وبريطانيا وأستراليا بعد توقيع الأطراف الثلاثة معاهدة أوكوس الدفاعية، والذي استدعى تصعيدا غير مسبوق من فرنسا تجاه أمريكا وأستراليا، فقد استدعت فرنسا سفيريها من البلدين بعد أن صرح وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان بأن ما حصل هو "طعنة في الظهر"، إلا أن تلك الصفقة قد عززت من قوة أمريكا وحلفائها في مواجهة الصين.

بعد الانسحاب المكلل بالخزي والعار للقوات الأمريكية من أفغانستان مقبرة الإمبراطوريات، عاد هذا التساؤل ليبرز على السطح مرة أخرى، هل تتجه أمريكا نحو الانحدار والتراجع عن كونها الدولة الأولى في العالم، وهل ستعود لتنطوي على نفسها وترجع لعزلتها من جديد؟

 

برغم أن النظام السعودي لم يكن من ضمن طابور المهرولين نحو إعلان التطبيع مع كيان يهود، والذي بدأ بالإمارات وانتهى بالمغرب مرورا بالبحرين والسودان، ولكن يبدو أنه يمهد لذلك بشكل مدروس وممنهج، ولا يريد أن يقوم به هكذا مرة

لما بدأ ما يُعرف ببرنامج الإصلاح الاقتصادي قبل سنوات، رفع السيسي الدعم عن الوقود والكهرباء، وحرر سعر صرف الدولار واتخذ إجراءات قاسية لم يسبقه إليها أحد. لكن الخبز بقي بعيداً عن ذلك، محتفظاً بارتباطه الخاص بالفقراء، الذين يعيش

لقد أصبح تغول نظام السيسي لا حدود له، وطغيانه يشتد يوما بعد يوم، وكأنه يتخذ من تجبر وطغيان واستعلاء فرعون مثالا يحتذى، فلسان حاله هو قول فرعون لأهل مصر ﴿مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ﴾ و﴿مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي﴾! فقد أصدرت النيابة العامة المصرية قراراً بحبس الكاتب الصحفي عبد الناصر سلامة رئيس تحرير جريدة الأهرام السابق لمدة 15 يوماً على ذمة التحقيقات،

الصفحة 1 من 4