إبراهيم عثمان أبو خليل

إبراهيم عثمان أبو خليل

الاستاذ إبراهيم عثمان أبو خليل :

الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان

البريد الإلكتروني: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

منذ سقوط الخلافة وتقسيم بلاد المسلمين إلى دويلات هزيلة، منذ ذلك التاريخ إلى يومنا هذا يحرص الغرب على محو الإسلام من حياة المسلمين ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، وقد وصل إلى حقيقة ثابتة وهي أنه لا يستطيع محو الإسلام مهما فعل، ولذلك ظل يعمل على حرف المسلمين عن أحكام الإسلام وبخاصة

 

مئات الآلاف من أهل سوريا الشام يركبون الزوارق المطاطية، ومراكب الصيد في عرض البحر، وهي مغامرة ما كانوا ليقدموا عليها لولا أنهم سُدّت أمامهم كل السبل، فاختاروا طريق المغامرة مكرَهين، وهم يعلمون، بل ويرون بأم أعينهم أن آلافاً قضوا غرقاً وسط المحيطات والبحار، وحينما يصلون إلى أي بلد أوروبي، تبدأ حلقة أخرى من

 

الأربعاء, 09 أيلول/سبتمبر 2015 20:01

السياسة هي رعاية الشؤون وليست الرضا بالواقع

السياسة هي رعاية الشؤون، والذي يقوم بها عمليا هو الدولة داخلياً وخارجياً، والأمة هي التي تحاسب الدولة على هذه الرعاية، ودائماً تكون وفق الأفكار التي تعتنقها الأمة، وعلى حسب قناعاتها، هذا هو تعريف السياسة، وهو وصف لواقعها الذي يرادف المعنى اللغوي في مادة ساس يسوس سياسة بمعنى

 

انطلقت يوم الخميس الماضي 06 آب/أغسطس 2015م جولة جديدة لمفاوضات السلام بين حكومة جنوب السودان بقيادة سلفاكير، والمعارضة المسلحة بقيادة رياك مشار، ولم تكن هذه الجولة هي الأولى، ويغلب على الظن أنها لن تكون الأخيرة، كما أرادت (الإيقاد)؛ الهيئة الحكومية لدول شرق أفريقيا، والوسيط الأفريقي لحل النزاع، عندما سلم في 25 تموز/يوليو 2015م طرفي النزاع في جنوب السودان مسودة تسوية، وحددت 17 آب/أغسطس الجاري موعداً لتوقيع الاتفاق النهائي، وكان آخر اتفاق تم توقيعه بين الطرفين في 09/11/2014م، ولم يصمد يوماً واحداً.

إن الإسلام هو الدين الذي أنزله الله عز وجل على رسوله المصطفى r بالوحي، فكان لزاماً على كل من يريد أن يعمل بالإسلام أو للإسلام أن يتقيد بما جاء به الحبيب المصطفى r، والسيرة النبوية تحدثنا، أن النبي r وهو يدعو للتوحيد، وعبادة الله عز وجل وحده، كان يعمل أيضاً في الوقت ذاته لإيجاد سلطان للإسلام

 

الأربعاء, 24 حزيران/يونيو 2015 03:00

رمضان شهر الطاعات والانتصارات

لقد أظلنا شهر رمضان، وما أدراك ما رمضان، شهر البركات والخيرات، شهر القرءان الذي فيه هداية للبشرية من الغواية والضلال، فيه ليلة العبادة فيها خير من عبادة ألف شهر، يقول الله عز وجل: )شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ(، ويقول سبحانه وتعالى: )إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ(، رمضان أحبتي الكرام هو شهر الطاعات، فيه يحرص المسلمون على طاعة الله عز وجل صياماً لأيام الشهر، وقياما للياليه، ممسكين عن شهوتي البطن والفرج، من بزوغ الفجر الصادق، إلى دخول الليل، راجين مغفرة ربهم، طامعين في رضوانه ودخول جناته، حريصين على ألا يخدش صيامهم خادش، تمتلئ المساجد بالمصلين، ويكثر أصحاب الأموال من الإنفاق على الفقراء والمساكين، بل يحاول الجميع أن يتلبسوا بطاعة الله في كل أمورهم رجاء أن يعتقهم الله من النار في شهر العتق الفضيل.

الأربعاء, 06 أيار 2015 07:03

نظرة على الصراع في جنوب السودان

إن السياسي الواعي المتتبع لما يجري في جنوب السودان، يعلم جذور القضية، ويعرف اللاعبين الأساسيين على مسرح الأحداث، فبريطانيا التي كانت تستعمر السودان، شماله وجنوبه، عملت في خطوات جادة لفصل جنوب السودان عن طريق ما يسمى بالمناطق المقفولة،

لقد انتهت فصول المسرحية الهزلية؛ التي سميت انتخابات في السودان، وظهرت النتائج وفاز الحزب الحاكم بالأغلبية الساحقة بمن حضر العروض الختامية. لقد كانت بحق مسرحية هزلية، ملّ عرضَها أهلُ السودان فأعرضوا عن حضورها، فقد كان واضحاً للعيان إحجام الناس عن التصويت رغم حشود التأييد قبيل الاقتراع، ورغم فتاوى علماء السلطان لِسَوْق الناس للإدلاء بأصواتهم.

تجري في الفترة من الثالث عشر إلى الخامس عشر من شهر نيسان/أبريل 2015م انتخابات لاختيار رئيس لجمهورية السودان، وأعضاء البرلمان، وأعضاء المجالس التشريعية الولائية؛ وهي انتخابات محسومة سلفاً نتائجها لمصلحة الحزب الحاكم (المؤتمر الوطني)، لأسباب عديدة منها:

منذ سقوط الخلافة الإسلامية في 03 آذار 1924م، وتقسيم بلاد المسلمين بين الدول الاستعمارية الكافرة الحاقدة على الإسلام والمسلمين، منذ ذلك التاريخ بدأت الحرب على الإسلام تأخذ طابعاً جديداً، تُستخدم فيها وسائل التضليل التي بدأت في الترويج للأنظمة الغربية في الحياة


 

منذ سقوط الخلافة الإسلامية في 03 آذار 1924م، وتقسيم بلاد المسلمين بين الدول الاستعمارية الكافرة الحاقدة على الإسلام والمسلمين، منذ ذلك التاريخ بدأت الحرب على الإسلام تأخذ طابعاً جديداً، تُستخدم فيها وسائل التضليل التي بدأت في الترويج للأنظمة الغربية في الحياة، والسياسة، والحكم، في ظل التقدم العلمي والتكنولوجي في الغرب، فأوهموا المسلمين بأن سبب ضعفهم وتخلفهم يكمن في الإسلام؛ الذي أقعدهم عن طلب العلم والنهضة، وكبّلهم في التخلف والجهل، ساعدهم في ذلك بعض أبناء الأمة المضبوعين بالثقافة الغربية، فكان قادة الأمة وساستها وحكامها من هذه الفئة؛ التي شكلها الغرب الكافر المستعمر بالشكل الذي يريد على عين بصيرة، ثم أشاع أفكاراً تضليلية عن الإسلام من أنه ينحصر في الأمور المتعلقة بالعبادات والأخلاق وما شاكل وأنه دين لم يعالج كافة شؤون الحياة وأنه لا يتضمن أنظمة حكم واقتصاد.. إلى جانب بثِّه لأفكار كثيرة تتناقض مع الإسلام..

نجح الغرب في خداع المسلمين طوال عقود، ولكن ذلك لم يستمر.. فمن خلال حمل الدعوة الإسلامية بالطريق السياسي، وما رافق ذلك من أحداث جسام عاشها المسلمون، أدركوا أن دينهم فيه أنظمة تعالج كافة شؤون الحياة، وأنه لا بد لها من دولة تطبقها وأن تلك الدولة هي خلافة راشدة على منهاج النبوة، وصاروا يتوقون للعيش في ظل دولة الخلافة.. في هذا الظرف اشتدت الحملة ضد الإسلام والمسلمين من قبل الغرب الكافر للحيلولة دون عودة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة إلى أرض الواقع، ولكن خاب فألهم، فإن المارد قد انطلق من قيده، وإن الوعي على الإسلام وأنظمته قد دخل العقول والقلوب، وهيهات أن يعود القهقرى.

هذه الحرب التي يقودها الغرب ضد الإسلام قد باتت مكشوفة وواضحة لكل ذي بصر وبصيرة، رغم محاولات الغرب للتخفي خلف مصطلحات هلامية؛ مثل الحرب على الإرهاب، والتطرف، والتشدد وغيرها، فقد صرح بعض قادتهم بأن هذه الحرب هي حرب ضد الإسلام، فجورج بوش الابن - الرئيس الأمريكي السابق - قالها صراحة بعد أحداث أيلول 2001م عندما أعلنها حرباً صليبية، ولم تسعفه بعد ذلك كل عبارات التلطيف والتضليل ليخرج من زلة لسانه الذي نطق بما في قلبه وقلوب كل الغرب الحاقد على الإسلام والمسلمين، وتكرر الأمر مرة أخرى قبل شهور قليلة من الآن، وبالتحديد في 26 أيلول 2014م، فقد قالت السيناتور الأمريكي (ميشيل باكمان) في مؤتمر قمة الناخبين: (هذه حرب روحية، وما نحتاج عمله هو أن نهزم الجهاد الإسلامي.. نعم وللأسف رئيسنا (أوباما) لديه الوصفة الخطأ، لقد فشل في إدراك دافعهم في الجهاد، نعم سيدي الرئيس إنه الإسلام، نعم، نعم). حقاً كما قال تعالى: ﴿قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ﴾.

وإنهم - أي أمريكا والغرب - في عملهم للحيلولة دون عودة الإسلام ودولته الخلافة، دعموا أنظمة الاستبداد في البلاد الإسلامية، ليقمعوا شعوبهم، ويسكتوا كل صوت ينادي بالإسلام، يكشف ذلك ما ذكره (مايكل شوير) الذي عمل في وكالة الاستخبارات الأمريكية عشرين عاماً، وكان رئيساً لوحدة بن لادن، قال في مقابلة تلفزيونية: (والحقيقة أن مصالح سياسة أمريكا والغرب الخارجية في الشرق الأوسط اعتمدت على مدار خمسين سنة على دعم الاستبداد. الاستبداد الذي أوصلنا إلى النفط، الاستبداد الذي حمى إسرائيل، وفي العشرين سنة الأخيرة الاستبداد الذي اضطهد الإسلاميين لحمايتنا، كل هذا يذهب الآن).

إنه ورغم كل هذا المكر والكيد للإسلام، فإنه يصمد، بل وينتشر في بلادهم، فيقض ذلك مضاجعهم، فموقع السي إن إن الأمريكي يقول: (أثبتت الدراسة العلمية الإحصائية أن الإسلام هو أسرع الأديان انتشاراً، إنه ينتشر مثل النار في الهشيم، وأكثر الدول التي ينتشر فيها اليوم هي دول غربية على رأسها فرنسا وبريطانيا وأستراليا وكندا والولايات المتحدة الأمريكية). هذه التقارير وغيرها هي التي ترعب الغرب الكافر، فيعمل بكل ما أوتي من قوة لسحق الإسلام والمسلمين إن استطاعوا، فيشنها حرباً عسكرية تحت اسم "الحرب على الإرهاب"، فيقتل الآمنين من المسلمين، ظنا منه أن ذلك سيخيف الأمة، ويردها عن غايتها في استئناف الحياة الإسلامية، ولكنه لم يَرَ من الأمة إلا تمسكاً بدينها وسيراً لإعادة مجدها الضائع، وعزها المفقود، فراح الغرب يحاول تشويه صورة الخلافة التي يسعى حزب التحرير مع الأمة وبها، لإعادتها راشدة على منهاج النبوة كالخلافة الأولى، يحاول الغرب أن يوهم الناس - كل الناس - أن الخلافة ما هي إلا دولة لذبح الأبرياء وحرقهم، ولكن نقول لهم إن الأمة أوعى من أن تنطلي عليها مثل هذه الأضاليل، فالخلافة عند الأمة عدل وخير ورحمة، والخلافة عند الأمة عمر بن الخطاب الخليفة العادل، والخلافة عند الأمة عمر بن عبد العزيز، وهارون الرشيد والمعتصم ومحمد الفاتح، صورة زاهية مشرقة في أذهان المسلمين.

وصدق الله سبحانه القائل:

﴿وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ﴾