كما أنه لا يتصور من العبد أن يخالف سيده ويخرج عن أمره فإنه كذلك لا يتصور سياسياً من الدول العميلة، وهي الدول التي تحكمها أنظمة سياسية تتبع في سياستها الخارجية، والداخلية في بعض الأحيان، لدولة أخرى وتكون بالعادة من الدول الكبرى، كما هو حال الأنظمة الحاكمة في بلاد المسلمين، باستثناء تركيا وإيران اللتين تدوران في الفلك وَتَتَّبِعان في سياستهما الخارجية قاعدة
ما إن قفز ملف الشرق الأوسط على طاولة الإدارة الأمريكية المزدحمة بالملفات الساخنة الداخلية والخارجية حتى فرض نفسه بقوة على السياسة الخارجية لأمريكا، وذلك على إثر حالة الاضطراب والهلع التي أصابت طفلها المدلل وقاعدتها العسكرية والسياسية المتقدمة في منطقة الشرق الأوسط (كيان يهود)، على إثر الضربة العسكرية والمعنوية القوية التي تعرض لها في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، وتحركت أمريكا بشكل
آلاف الأطنان من المتفجرات وعشرات الآلاف من المباني المدمرة وأكثر من 8 آلاف شهيد حتى اللحظة معظمهم من الأطفال والنساء وأكثر من 20 ألف مصاب، وحشودات عسكرية بمئات الآلاف من الجنود النظاميين والاحتياط وتزاحم للآليات العسكرية على تخوم قطاع غزة، وقصف جوي لا يتوقف بأعتى أنواع المتفجرات والصواريخ، ودعم أمريكي، وغطاء أوروبي، وصمت عربي، وحديث عن اجتياح بري بربري لقطاع غزة... ما الذي يخطَّط لقطاع غزة ولأهل فلسطين في ظل هذا الإجرام والدعم الغربي والخنوع العربي؟ وما حقيقة الحشودات العسكرية في المنطقة؟ وغيرها من التساؤلات التي سوف نجيب عليها في هذا المقال.
في البداية لا بد من الإشارة إلى أن هذه الجرائم الوحشية
منذ أن نجح الإنجليز في احتلال فلسطين ونجح قائدهم الجنرال ألنبي بالسيطرة على مدينة القدس يوم 11 كانون الأول/ديسمبر عام 1917 لينهي بذلك حكم دولة الخلافة العثمانية في الأرض المباركة والذي امتد لأربعة قرون وليعلن بدء حقبة جديدة من الاحتلال الصليبي للأرض المباركة، منذ تلك اللحظة السوداء في تاريخ الأمة الإسلامية وقضية فلسطين
"وقال الملك حسين بن طلال في لقائه مع غولدا مئير إنه علم من مصدر حساس جدا بأن هنالك تدريبات واستعدادات سورية وإن الوحدات القتالية موجودة داخل ثكناتها منذ يومين بما يشمل سلاح الجو والصواريخ استعدادا للهجوم وأن مصدره الحساس أبلغه بأنه لا يعلم معنى هذه الاستعدادات لكنها حقيقة واقعة. وعندما سألته غولدا مئير: هل من الممكن أن يهاجم السوريون دون تعاون كامل مع مصر؟ قال نقلا عن المصدر الحسّاس لا أعتقد ذلك، سيتعاون السوريون والمصريون، وقد كان هذا الإنذار الأردني الثالث قبيل حرب 1973، ففي غضون ثلاثة شهور أرسل الجانب الأردني معلومات لـ(إسرائيل) حول الحرب المحتملة ثلاث مرات"، كان هذا آخر ما كشفه أرشيف كيان يهود من وثائق
بعد مرور ثلاث سنوات على تولي جو بايدن لمنصب الرئاسة في أمريكا، واقتراب دخول أمريكا فيما يعرف بحالة البطة العرجاء، وهي الفترة التي تتميز
"الانقلاب وما جره علينا من انقسام بغيض نكبة جديدة أصابت شعبنا وقضيتنا ويجب إنهاؤه فوراً، وإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح في إطار دولة واحدة ونظام وقانون وسلاح
"إن لدى السلطة الفلسطينية فرصة للقيام بما هو متوقع منها في جنين، ولكن أينما يتوجب علينا التحرك فلن نتردد"، هذا ما صرح به وزير جيش كيان يهود يؤاف غالانت فور إعلان انتهاء العملية العسكرية في مدينة جنين ومخيمها، أما إعلام كيان يهود
"هذه العملية ليست الأولى من نوعها، وربما ليست الأخيرة، ورغم أن الجندي المصري ربما تصرف بمفرده، فإن الدرس الأول المستخلص من هذه الحادثة غير العادية، أن وجود اتفاقيات سلام لا يعني تراجع العداء تجاهنا، لا في مصر ولا أي مكان آخر، وهذا يعلمنا أننا لا نستطيع أن نكتفي بما حققناه، حتى عندما يكون هناك إطار اتفاق يعمل على استقرار البيئة الاستراتيجية، بعبارة أخرى، أنه لن يتم ضمان أمن (إسرائيل) إلا من خلال قوتها الأمنية، وليس الاتفاقات السياسية"، هكذا علق أريئيل كهانا المحلل السياسي لصحيفة "إسرائيل اليوم" على عملية العوجا، وما تحدث به يعبر بإيجاز عن مدى الإحباط واليأس عند كيان يهود وسياسييه من بقاء التطبيع ضمن دائرة الأنظمة وعدم نجاحه في النفاذ للشعوب والجيوش،
"قبل 56 عاما خلال حرب الأيام الستة وحدنا القدس، لكنني مضطر للقول إن المعركة على توحيدها لم تكتمل لأنني وزملائي مضطرون مرة تلو الأخرى إلى صد الضغوطات الدولية من أولئك الذين يريدون إعادة تقسيم القدس، وأيضاً من رؤساء حكومات في (إسرائيل) كانوا مستعدين للاستسلام لهذه الضغوط لدرجة أنهم كانوا مستعدين للتنازل عن الأماكن الأكثر قدسية لليهود"، هكذا عبر رئيس
للاطلاع على احدث ما ينشر من الاخبار والمقالات، اشترك في خدمة موقع جريدة الراية للبريد الالكتروني، وستصلك آخر الاخبار والمقالات بدون ازعاج بإذن الله على بريدك الالكتروني