أفاد بيان صحفي أصدره المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير أن: المتابع لردود فعل الأنظمة القائمة في بلاد المسلمين على اعتداءات كيان يهود على إيران؛ يمتلئ قلبه أسًى وأسفاً لما آل إليه حال المسلمين، فمنهم الشاجبون والمستنكرون، ومنهم الخائفون على حلول الفوضى في المنطقة نتيجة هذه الاعتداءات، ومنهم من يعدّه تصعيداً خطيراً، ومنهم من أظهر تخوّفه من انعكاس هذا التصعيد على القضية الفلسطينية، ومنهم من أعلن عن استعداده للوساطة بين إيران وكيان يهود، وأمثلهم طريقة من أعلن عن استعداده للوقوف مع إيران ودعمها في المحافل الدولية، علماً أنّ منهم من فتح المجال الجويّ لطائرات كيان يهود تمر من فوقه فتقصف في إيران وتقتل وتدمّر ثم تعود دون أن يطلق عليها طلقة واحدة، ومنهم من تصدّى للصواريخ والمسيرات الإيرانية المتجهة لضرب كيان يهود، فكفى يهودَ التصدّيَ لها.
وتساءل البيان: ألهذا الحدّ وصل بالمسلمين؟! بدل أن نرى التسابق بين بلاد المسلمين في إرسال الطائرات والصواريخ والدبابات والمدافع والمقاتلين ليمنعوا عدوان كيان يهود المسخ على واحد من بلاد المسلمين؛ نرى شجباً واستنكاراً وعلى استحياء، ونرى وقاحة في عرض الوساطة، وكأنّ الذي يعرضُ الوساطة طرف محايد لا علاقة له بالإسلام والمسلمين، وكأنّه ليس حاكماً لواحد من أكبر بلاد المسلمين التي كانت عاصمة الخلافة لخمسة قرون! والطامّة في الأنظمة القائمة في البلاد الفاصلة بين فلسطين وإيران، التي مرّت من أجوائها طائرات كيان يهود، والأنظمة التي تصدّت للصواريخ الإيرانية، والطامّة الكبرى في الأنظمة التي استقبلت في مطاراتها رعايا كيان يهود العائدين إلى فلسطين بعد توقف العمل في مطارات كيان يهود نتيجة للصواريخ الإيرانية.
وأفاد البيان: إننا نعلم مدى شوق المسلمين إلى الجهاد، وإلى قتال يهود، ورأينا فرحة الناس الذين شاهدوا الصواريخ والمسيّرات الإيرانية تمرّ فوق رؤوسهم لتضرب كيان يهود، ورأينا احتفالاتهم في كثير من بلاد المسلمين لمّا رأوا تلك الصواريخ والمسيّرات توقع القتل والإصابات والتدمير في كيان يهود؛ فقد أذاقت يهودَ ما أذاقوه للمسلمين في غزة والضفة ولبنان وسوريا واليمن، وجاءهم يوم رأوا فيه كيان يهود يعدّ القتلى والمصابين والمفقودين نتيجة لتلك الصواريخ والمسيّرات، كما نفعل في غزة نتيجة جرائمه وإبادته الجماعية فيها.
أيها المسلمون: إنكم تقرأون قول الله سبحانه وتعالى: ﴿قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ﴾، وإنّكم لتتطلّعون إلى اليوم الذي ينصركم الله فيه على يهود، ويشفي صدوركم ويُذهبُ غيظ قلوبكم؛ إنّه كما تقرأونه في كلام الله سبحانه وتعالى؛ يكون بقتالهم كما أمر الله تعالى، وهو أمرٌ حتميٌّ، وهو جزء من عقيدة النصر لديكم، والأمر وجوابه في الآية الكريمة كالشرط وجوابه، فيكون معنى الآية: قاتلوهم، فإنْ تقاتلوهم يعذبْهم الله بأيديكم، ويخزِهم، وينصرْكم عليهم ويشفِ صدوركم، ويُذهِبْ غيظَ قلوبكم.
وختم البيان: ولعلّ قائلكم يقول: إنّ حكامنا يمنعوننا من قتال يهود، فهذا صحيح، وهذا يقتضي أنْ تتوحّد الجهود للتخلّص من هؤلاء الحكام الرويبضات الموجودين لخدمة يهود والكفار من ورائهم، ونحن في حزب التحرير؛ الرائد الذي لا يكذب أهله، صاحب مشروع الخلافة على منهاج النبوة؛ ندعوكم للعمل معنا ونصرتنا للتخلص من هؤلاء الحكام، وإقامة الخلافة الراشدة، ليرى الله سبحانه وتعالى منا ومنكم ما يحبّ من قتال يهود والكفار المستعمرين، وإزالة كيان يهود المسخ من الوجود، فلا نبقي له أثراً بإذن الله القوي العزيز.
رأيك في الموضوع