الأستاذ سليمان الدسيس (أبو عابد)

الأستاذ سليمان الدسيس (أبو عابد)

البريد الإلكتروني: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

لقد بعث الله عز وجل الرسل والأنبياء برسالة التوحيد، وليقيموا العدل في الأرض، فآمن بهم من آمن وكفر من كفر، ولكن أغلب هؤلاء المؤمنين انحرفوا عن جادة الصواب بعد موت أنبيائهم فحرَّفوا رسالة الله. فأشرك العرب بعد موت إبراهيم وعبدوا الأصنام، وعبد النصارى عيسى بعد أن رفعه الله، أما بنو إسرائيل فاتخذوا العجل إلهاً لمجرد غياب موسى عليه السلام لمدة أربعين يوما فقط، وهكذا. ولما كانت رسالة محمد e هي آخر رسالة تبعث للبشر، فإن ضياع هذه الرسالة يعني ضياعاً لمستقبل البشرية جمعاء، والحقيقة كاد هذا أن يحدث فعلاَ، حيث ما إن علمت الجزيرة العربية بوفاة الرسول e، حتى نقضت عهدها، وتركت دينها، ولم يثبت من الجزيرة العربية بعد وفاة الرسول e إلا ثلاث مدن، وقرية واحدة، (المدينة والطائف ومكة، وقرية جواثى).

 

في مطلع كل عام ميلادي تخرج لنا الدولة بما يسمى بالموازنة، يتم إعدادها من قبل المختصين في المجال المالي والاقتصادي، في وزارة المالية والاقتصاد الوطني، وفي أواخر العام 2017م أخرجت وزارة المالية السودانية مشروع الموازنة العامة للعام 2018م، وتم تقديمها للبرلمان، لإجازتها لتصبح فيما بعد قانونا قابلاً للتنفيذ، ولكن قبل أن نخوض في واقعها ونسرد تفاصيلها، لا بد أن نتعرف على الموازنة ماذا تعني؟ ولماذا يتم إعدادها؟

 

يعيش المسلمون اليوم وضعاً استثنائيا، وواقعاً غير طبيعي، فحياتهم، ونمط عيشهم، متمثل في أنظمة، تطبقها دول ذات حدود يطلق عليها أوطان، ولكل منها خرقة قماش ملونة تسمى علماً، يرمز لذلك القطر. إن هذه الأنظمة وهذه السياسات التي يعيش في كنفها المسلمون اليوم، لم تكن وليدة لاجتهادمجتهدين على أساس الإسلام، بل يعلم القاصي والداني والجاهل قبل العالم، أن هذه الحدود رسمها الاستعمار،وأن هذه الأنظمة والقوانين والدساتير

فلذلك نستطيع أن نقول وبالفم الملآن، إن هذه الحلول التي اتبعها الحكم في السودان والتي أشرنا إليها في المقالة السابقة هي من رحم النظام الفاسد، ولا تسمن ولا تغني من جوع، بل كل من أسس اقتصاده على هذا الأساس الظالم لا يورث شعبه إلا مزيداً من الفقر والضياع، ﴿أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾.

 

في مطلع شهر نيسان/أبريل من العام الحالي 2016م، أصدرت إدارة الجمارك السودانية تقرير الأداء المالي التراكمي الشهري عن شهر آذار/مارس؛ والذي يعرفه الاقتصاديون بالأداء المالي للربع الأول من العام المالي 2016م

الصفحة 2 من 2