الاستاذ منير ناصر
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
عندما هممت بكتابة هذا المقال صادفني لقاء لأحد الإعلاميين المحسوبين على ثورة الشام عبر فيديو مباشر يتحدث فيه عن أثر التغييرات في أمريكا على ثورة الشام، ويؤكد للمتابعين أن إدارة بايدن ليست كإدارة ترامب ولا سلفه أوباما
بعد مضي تسع سنوات على ثورة الشام، بات الحديث عن الحل السياسي مطروقاً بشدّة، وتكاد تُجمع عليه القوى الدولية المتدخلة في الشأن السوري، بل حتى إن النظام المجرم والمعارضة العلمانية يطالبون بتطبيقه، وتنفيذ بنوده، فما هو هذا الحل؟ وهل بات يحقق مصالح الجميع؟ وما هو البديل؟
في ظل الحديث عن جائحة كورونا يبرز ملف المعتقلين في سجون الطغاة وتكثر المطالبات بالإفراج عنهم على اعتبار أن خطورة تفشي هذا المرض بينهم تفوق خطورتها على من هم خارج المعتقل، حيث ظروف الاعتقال ومناخه تسمح بشكل كبير لانتقال الأمراض ونشوئها بسبب انعدام الرعاية الصحية وضعف المناعة نتيجة قلة التغذية وسوئها.
المؤكد أنه قد قُتل أكثر من مليون شخص في سوريا منذ بدء الثورة، والمؤكد أن القاتل معروف وأداة الجريمة أكبر من أن تتعامى عنها وسائل الإعلام... فهذا هو المجرم بشار ما زال يجوب البلاد التي سيطر عليها بالقتل وسوّى أرضها بالتدمير، وما زالت طائراته وطائرات المجرم الروسي تقصف وتقتل في سوريا، ومن ثم تحضر الاجتماعات وتعقد المؤتمرات مع من ادّعى يوماً صداقة هذا الشعب اليتيم.
قضية لاجئي سوريا برزت من جديد بعد قرارات عدة صدرت عن وزارة الداخلية التركية وبعد دعوات متفرقة من مسؤولين في حكومة لبنان لترحيل اللاجئين إلى بلادهم، فما تداعيات هذه القرارات؟ ولماذا في هذا التوقيت بالذات؟ وما تأثيرها على قضية ثورة الشام بشكل عام؟
إن فهم القضية يبدأ بالعودة إلى بدايتها وإلى المتسبب بوجود هذه القضية ابتداء، فنجد أن نظام أسد المجرم وبعد أن أُعطي الضوء الأخضر من الغرب الكافر وعلى رأسه أمريكا بقتل شعبه، ومدّه بالمهل الواحدة تلو الأخرى، فكانت آلته الإجرامية سببا في تهجير الملايين من الناس الذين وجدوا أمامهم الحدود مفتوحة على مصراعيها، فلا حسيب ولا رقيب ولا حرس حدود ولا جدار عازل، سواء في تركيا أو الأردن أو لبنان
للمرة الثالثة في هذا العام يلتقي الرئيسان التركي والروسي لبحث المسألة السورية أو ما يُسمونه أزمتهم في سوريا، حيث إن لقاءات كثيرة جمعت بينهما العام الماضي كان أبرزها اتفاق سوتشي في شهر أيلول الذي كان من المفترض تطبيق بنوده حتى نهاية العام.
جاءت هذه اللقاءات المُتكررة لبحث الآليات العملية لتطبيق الاتفاق المشؤوم بعد أن فشلت جهودهم في فرض الاتفاق بسبب رفض الناس لهذا الاتفاق
لقد حرصت أمريكا منذ اليوم الأول لانطلاقة ثورة الشام أن تُحافظ على عميلها بشار أسد في الحكم، أو بالأحرى أن تُحافظ على النظام بشرعيته وأجهزته الأمنية ومؤسستي الجيش والمخابرات، فهذا ما أكدت عليه نصاً في اتفاق جنيف الأول صيف حزيران 2012م.
الصحراء المقفرة في أقصى الجنوب السوري تضم بين كثبان رمالها خياماً تحوي آلافاً من النازحين التاركين بيوتهم المدمّرة بفعل طائرات التحالف المُجرمة بحجة محاربة "الإرهاب"، آلافاً فرّوا بحياتهم ومواقفهم الرافضة للعيش تحت حكم نظام الإجرام؛ واستوطنوا إلى جانب قاعدة عسكرية أمريكية في التنف على الحدود السورية العراقية الأردنية.
منذ أكثر من أسبوع توقفت الأردن عن السماح لسيارات المساعدات بالمرور تجاه المُخيم، وقام نظام أسد المُجرم بقطع الطرقات المؤدية للمخيم، ليمنع وصول المواد الغذائية إليها، ليُطبق حصارٌ على هذا المخيم
انعقدت في طهران يوم الجمعة الفائت، السابع من أيلول، قمّة جمعت بين الرئيس التركي أردوغان مع أخيه العزيز الرئيس الإيراني روحاني، وصديقه العزيز الرئيس الروسي بوتين لبحث الأوضاع في سوريا وخاصة إدلب، والخروج بحل تتوافق عليه هذه الدول والتي تُسمى "الضامنة" والتي اجتمعت مرّات سابقة في أستانة وأنقرة، فما الجديد الذي حملته هذه القمّة؟
بعد أن أجهز النظام المُجرم على كثير من مناطق الثورة، بات الحديث عن معركة إدلب هو حديث الساعة، والقضية الأساسية التي تُقترح لها الحلول، فتخرج أصوات تُطمئن الناس وتعدهم وتمنيهم بأن إدلب ليست كغيرها؛
للاطلاع على احدث ما ينشر من الاخبار والمقالات، اشترك في خدمة موقع جريدة الراية للبريد الالكتروني، وستصلك آخر الاخبار والمقالات بدون ازعاج بإذن الله على بريدك الالكتروني