عشية ما يسمى بيوم استقلال لبنان والذي يصادف 22 من شهر تشرين الثاني/نوفمبر، قال المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية لبنان في بيان صحفي: إننا لا شك، نفرح بزوال أي تسلط عسكري أو فكري، لكافرٍ مستعمر عن أي بلدٍ من بلاد المسلمين، ولا فرق عندنا بين مستعمر فرنسي أو بريطاني أو أمريكي يبسط نفوذه على بلاد المسلمين بشكلٍ مباشر أو غير مباشر. واستدرك قائلا: لكننا مع ذلك ننبه إلى أن الاستقلال يعني عدم السماح للمحتل بالتأثير في أنظمة حياتنا، وبالتدقيق في الأنظمة المفروضة علينا، نجد أن تشكيل لبنان بوصفه دولةً، وفصله عن أصله، كان من قبل الأعداء المحتلين، قبيل هدم الخلافة العثمانية. وكذلك فإن أنظمة الحكم في لبنان المنبثقة عن الدستور، مأخوذة من دستور الجمهورية الفرنسية الوضعي. وتابع البيان مؤكدا: أن أثر الاحتلال الثقافي متغلغل في مناهج التعليم، وتأثير الاحتلال في الطبقة السياسية الحاكمة لا زال قوياً، وكذلك سير الحياة السياسية والاقتصادية وحتى الأمنية. أما الاستقلال الحقيقي فأوضح البيان: أنه يتحقق حين نقطع نفوذ الغرب عن بلادنا، فلا نسمح له بالتدخل في شؤوننا، وتحديد خريطة بلدنا بخطوط رسمها بيديه، وفرض دستوره العفن علينا، وجعل ثقافته أساساً في مناهج تعليمنا، وحين نعود إلى أصلنا، جزءاً من أمة كبيرة، وبهذا يكون لبنان قطعةً من محيطه، ينجح في رعاية شؤون الناس بغض النظر عن الطائفة والمذهب، بنظرة واحدة متساوية، لا فرق فيها لعربي على عجمي إلا بالتقوى. واختتم البيان بالقول: يتحقق الاستقلال، حين ندرك كل ذلك، ونعمل لأن يعود لبنان إلى أصله، بلاد الشام، وحينها فقط سينعم بالاستقرار والرخاء، في ظل دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، التي تحكم بشرع الله عز وجل، وتقطع دابر الفساد والمفسدين، ويومئذ يفرح الناس بالاستقلال عن الغرب الكافر المستعمر، وعن أتباعه الذين نصبهم علينا حكاماً وساسةً.
رأيك في الموضوع