أسعد منصور

أسعد منصور

أسعد منصور - أوروبا

البريد الإلكتروني: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

تتسارع التحركات الدولية والإقليمية للإجهاز على الثورة السورية وتطبيق الحل السياسي، فقد استطاعت أمريكا أن تحصل على مكان قريب لشن الغارات على سوريا عندما سمحت تركيا لها باستخدام قاعدة إنجرليك في أضنة وأشركت تركيا في حلفها. وقد صادق البرلمان التركي يوم 3/9/2015 على تمديد تفويض الحكومة للجيش بالقيام بعمليات عسكرية

الأربعاء, 26 آب/أغسطس 2015 03:00

أضواء على الأزمة بين الكوريتين

ما هو السبب الرئيسي للأزمة الناشبة بين الكوريتين والتي وصلت إلى حد إطلاق قذائف؟ وما سر انزعاج كوريا الشمالية من المناورات بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، وقد وصل الأمر إلى رفع درجة تأهبها إلى "حالة حرب"؟ وإلى أين يمكن أن تسير الأمور؟

اجتمع وزراء خارجية أمريكا وروسيا والسعودية يوم 3/8/2015 في قطر لمناقشة قضايا إقليمية تشمل "الحرب على الإرهاب" وسوريا واليمن والعلاقة مع إيران. وذلك في اجتماع ثلاثي منفصل عن الاجتماعات مع باقي وزراء الخليج.

وكان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري قد قال في وقت سابق: "إنه يعتزم بحث سبل مواجهة داعش في سوريا والدور الذي يمكن أن تلعبه إيران عندما يلتقي مع نظيره الروسي لافروف في قطر". وقال: "يجب أن نغير آليات الوضع في سوريا.. هذا الأمر من بين أسباب تفاوضنا مع تركيا في الأسابيع القليلة الماضية، وهناك قدر من التغير فيما يتعلق بالأمور التي أصبح الأتراك مستعدين للقيام بها وهناك تغير أيضا في بعض الأمور التي نشارك فيها. نريد دمج السعوديين ودمج الأتراك وفي نهاية المطاف ربما سنرى ما يمكن أن يقوم به الإيرانيون". فالوزير الأمريكي يوزع الأدوار على اللاعبين الرئيسين في المنطقة بصورة علنية.

لقد لوحظ أنه قبل أن يجف حبر الاتفاق النهائي حول البرنامج الإيراني النووي بين إيران ومجموعة "5 + 1" يوم 14/7/2015 في فينا بالنمسا حتى بدأ مسؤولو الدول الأوروبية الثلاث الموقعة بالتسابق لزيارة إيران وإعادة العلاقات معها. ومع أن فرنسا كانت من أكثر الدول اعتراضا على الاتفاق النووي إلا أنها كانت من أكثر الدول مسارعة للإعلان عن زيارة إيران. ولكن ألمانيا سارعت وسبقتها عندما أرسلت نائب رئيسة وزرائها ووزير الاقتصاد والطاقة على رأس وفد يمثل 60 شركة من كبريات الشركات الألمانية، وأعلنت بريطانيا أنها سوف تعيد فتح سفارتها في طهران. فكل ذلك يثير التساؤل عن سر هذا التحرك الأوروبي السريع وكشف أهدافه.

قال روبرت وورك نائب وزير الدفاع الأمريكي يوم 22/6/2015 أمام مجموعة من خبراء صناعات الطيران العسكرية والمدنية: "إن الصين تبذل جهودا حثيثة لتحدي التفوق العسكري الأمريكي في الجو والفضاء مما يدفع وزارة الدفاع الأمريكية للبحث عن تقنيات وأنظمة جديدة لكي تبقى متقدمة على منافستها التي تتطور".

للإجابة عن هذه التساؤلات المهمة لنرجع قليلا إلى الوراء، فمنذ أن وُقِّع على الاتفاق الإطاري بين دول 5+1 وبين إيران حول برنامجها النووي في لوزان بسويسرا يوم 2/4/2015 كان الأعضاء الجمهوريون في الكونغرس الأمريكي أول المنتقدين له، وقد بعثوا قبل ذلك يوم 9/3/2015 رسالة وقع عليها 47 عضوا جمهوريا إلى القيادة الإيرانية يحذرونها من توقيع أي اتفاق مع إدارة أوباما، وقد ظهروا كمعارضين للاتفاق النهائي الذي حدد لتوقيعه تاريخ 30/6/2015 مشترطين شروطا جديدة كانت عاملا مؤثرا في تمديد هذا التاريخ لترضي الإدارة الأمريكية الكونغرس.

تلقى أردوغان وحزبه صفعة أليمة في الانتخابات العامة التركية التي جرت يوم 7/6/2015، ولم يكن يتوقعها أبدا حيث أطبق فاهُ عند ظهور النتائج، بينما كان أثناء حملة الانتخابات لا أحد يستطيع أن يسكته رغم الانتقادات له، لأنه رئيس جمهورية يمثل البلاد كلها لا يصح له أن يعمل دعاية لحزب معين حسب النظام التركي، فكان ينزل إلى الميادين ويخطب ويحض الناس على التصويت لحزبه بأشكال مختلفة ويدعو إلى تعديل الدستور وإقامة النظام الرئاسي. فكانت النتائج مخيبة لآماله عندما حصل على 258 مقعدا من أصل 550 عدد مقاعد البرلمان الكاملة بنسبة 40,87 %، في حين أنه كان قد حصل في انتخابات عام 2011 على 327 مقعدا بنسبة 49,80 %. وكان يأمل أن يحصل على 330 مقعدا على الأقل ليتمكن من الدعوة إلى إجراء استفتاء شعبي على تعديلات دستورية للتحول إلى نظام رئاسي يمنحه كرئيس للجمهورية صلاحيات واسعة، ويحد من صلاحيات رئيس الوزراء على غرار النظام الرئاسي الفرنسي. ولذلك قال رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو للتلفزيون التركي يوم 11/6/2015: "أردنا التحول إلى النظام الرئاسي، ولكن الشعب لم يمنحنا تلك الصلاحية".

 لقد ازدادت مؤخرا حدة التصريحات المتبادلة بين أمريكا والصين وسط تزايد التوتر بشأن عمليات البناء التي تقوم بها الصين في أرخبيل "سبراتلي" ببحر الصين الجنوبي وأظهرت الصين استياءها الشديد بعد تحليق طائرة تجسس أمريكية فوق مناطق قريبة من تلك الجزر، وتبادل الطرفان الاتهامات بالتسبب بزعزعة الاستقرار في المنطقة

أجرى وزير خارجية أمريكا كيري محادثات في منتجع سوتشي بروسيا يوم 12/5/2015 مع نظيره الروسي لافروف وبحضور الرئيس الروسي بوتين. وقد ظهر تلهف الروس إلى مثل ذلك اللقاء، فبدا أنهم يشعرون بالسعادة إذا خاطبهم الأمريكان، فيحسون كأنهم عادوا دولةً كبرى لها اعتبارها العالمي. ولذلك وصف لافروف المحادثات مع نظيره الأمريكي بأنها "رائعة".

من المقرر أن يجتمع الرئيس الأمريكي مع قادة دول الخليج يومي 13 و 14 من الشهر الجاري في منتجع كامب ديفيد. ويعتقد الكثيرون في العاصمة الأمريكية أن من أهم وسائل واشنطن لتهدئة مخاوفهم هي بيع هذه الدول المزيد من الأسلحة الأمريكية إلى جانب دعم الوجود العسكري الأمريكي في هذه الدول.