فليعلم كل من يسير في طريق الدعوة، أن ما يلقاه من صعاب، وضيق، وتشويه، وسجن، وتعذيب ليس إلا تمحيصاً واصطفاءً، وأن الأجر أعظم مما يُتخيل: ﴿فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ﴾.
فيا حملة الدعوة اثبتوا، فأنتم على درب الأنبياء، والله ناصركم ولو بعد حين واعلموا أن طريق الحق محفوف بالتضحيات، ولا يثبت فيه إلا من تدرّب على الصبر والرضا، كما صبر أولو العزم من الرسل. وقد واجه رسول الله ﷺ جاهليةً أولى فكان ثباته هو النور الذي مزّق ظلامها. واليوم نعيش الجاهلية الثانية، أخطر وأشد، لأنها جاءت باسم الدين، ولكنها تفرغه من مضمونه، وتحرف الحق، وتُلمّع الباطل.
الصبر اليوم ليس فقط على الأذى، أو السجون، بل على الغربة، على كثرة الشبهات والتكذيب، والمطاردة والاستهزاء والتجسس، على تشويه العاملين، وعلى كثرة الداعين إلى الباطل باسم (الواقعية، والاعتدال، وأمن الوطن والوطنية).
ومع ذلك، فالله معنا؛ معنا بوعده ونصره وتثبيته لنا. فلتكن هذه المرحلة تربية لنا كما كانت مكة للمسلمين الأوائل، ولندعُ كما دعا الرسول ﷺ في لحظة الشدة، ونعمل بيقين أنه "ما ضاع حق وراءه مطالب".






















رأيك في الموضوع