إن واقع البشرية المزري اليوم لن يتغير إلا بنهضة الأمة الإسلامية من جديد بتمسكها بالإسلام والانسلاخ الكامل عن أنظمة الكفر؛ وذلك لن يتأتى إلا بقياس الأفكار والمفاهيم بمقياس الشرع، وفهمها الفهم الشرعي الصحيح، وتنزيلها على أرض الواقع كما فهمها وطبقها صحابة رسول الله رضوان الله عليهم أجمعين، فيجب العمل على نشرها والتصدي لمن يعمل على طمسها، فلا بد من التعمق ولا بد من البحث ولا بد من التفكير المستنير ولا بد من التعب وبذل الوسع والمجهود فيما يفيد وفيما هو ضروري، فإنها أمانة وهي حقوق وواجبات وفروض ونواهٍ وجنة ونار يوم الحساب، أفلا يستحق إرضاء الله تعالى والنجاة من النار والفوز بالجنة، منا العناء، بعيداً عن التأفف والتذمر والتمسك بالقشور والاكتفاء بالأكل والشرب حتى أصبحنا لا نستطيع تقدير حجم الأمور فعزفنا عن الاستجابة لنداء ربنا؟!
قال تعالى: ﴿قُلْ أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ * وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾.
رأيك في الموضوع