لا تزال الأمة الإسلامية تتطلع لليوم الذي يعود فيها الإسلام من جديد ليسوس الدنيا بأحكامه، وتنتهي فترة الحكم الجبري الذي أقصي فيها الإسلام عن الحكم ونُقضت فيه عروة الحكم وفُصل الدين عن الحياة والدولة وهيمنت العلمانية على بلاد المسلمين هيمنة مطلقة، والتي أطلقت كلابها ينهشون في عقل الأمة ليرسخوا تلك الفكرة الغريبة عن عقيدة الأمة وتراثها وتاريخها الطويل.
ولقد أسقط في أيدي هؤلاء عندما رأوا مجهوداتهم التي بذلوها طوال أكثر من قرن من الزمان تذهب أدراج الرياح، فإذا بهم يتفاجؤون بمدى إصرار الأمة على إعادة الإسلام إلى الحكم ومزج المادة بالروح وسياسة الحياة بأحكام الله، وإعادة دولة الخلافة على منهاج النبوة من جديد، ما دفعهم دفعا إلى المجاهرة بالعداء للأمة وعقيدتها وتراثها وعلمائها وحملة الدعوة فيها، ولكن سيرتد كل كيدهم هذا في
الأمة الإسلامية في عصورها الذهبية ملكت هذه الدنيا، وضربت أروع الأمثلة في نشر العدل والأمان والعيش الرغيد للمسلمين ولكل من عاش في كنفها، وما ذلك إلا لثباتها وتمسكها بعوامل النصر والغلبة والتمكين، من الاستقامة على أحكام الدين والحرص على الصدع بالحق دون مداهنة أو مجاملة أو محاباة.
وهي اليوم بأمس الحاجة لمواقف راسخة ثابتة قوية، ولشخصيات واعية مثابرة صادعة بالحق لا تخشى انعدام الرزق أو قطع العنق أو لومة لائم، واضحة مستقيمة قادرة على تحمُّل أعباء المرحلة الحرجة والمسؤوليات المتزايدة نتيجة الغثائية التي تمر بها، حتى أصبح بعض الرموز أو الشخصيات عالة عليها، بما لديهم من سلبية وبُعد عن ملامسة جراحها والمؤامرات التي تُحاك ضدها على مختلف الأصعدة.
لا شك أن الله عز وجل قد بين لنا طريقة العيش الصحيحة، فقال سبحانه: ﴿وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ﴾، وأوجب على المسلمين التحاكم لشرعته ومنهاجه، قال تعالى: ﴿وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ﴾، وجعل سعادة المسلمين مرتبطة بمدى تمسكهم بدينهم وأنظمته وأحكامه، قال تعالى: ﴿فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً﴾. فَالْحَذَرَ كُلَّ الحَذَرِ من أَنْ نَعْتَرِضَ عَلَى حُكْمِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ أَوْ أَنْ نُعْرِضَ عَنْهُ، فالله سبحانه وتعالى يحذرّنا نفسه، بقوله: ﴿يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ * قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾.
وإن جعل العقل مشرّعاً من دون الله إعراضٌ عن
إن نهضتنا نحن المسلمين لن تتحقق إلا بالدين المقنع للعقل الموافق للفطرة ألا وهو دين الإسلام، فهو يحقق النهضة للفرد والدولة والمجتمع؛ فالفرد يلتزمه عن قناعة تامة وبدافع الوازع الروحي، ولا يكفي ذلك لحصول النهضة في الدولة والمجتمع إلا أن تقوم الدولة بتطبيقه بإحسان في جميع مناحي الحياة عقيدة ونظاما لا ينفصل أحدهما عن الآخر، وليعلم المسلمون أنهم لن ينهضوا باستيرادهم نظاماً من غير عقيدتهم، فقد حاول بعض الحكام أن يفرضوا على الشعوب الإسلامية نظاما من غير جنس عقيدتهم ففشلوا أيما فشل؛ فلم يستطع مصطفى كمال المجرم الخائن أن ينهض بتركيا، ولا جمال عبد الناصر أن ينهض بمصر ولا غيرهما ممن خانوا الله والأمة وإن كثر صراخهم بالنهضة وعويلهم عليها، والتي وهموا أنها تأتي باتباع الغرب وطريقة عيشه
اهتز الوجود الروسي في جنوب القوقاز وذلك (عقب توقيع أرمينيا وأذربيجان إعلانا مشتركاً مع الولايات المتحدة بشأن تسوية سلمية واتفاقيات في مجالي التجارة والأمن بعد صراع استمر بين البلدين الجارين لأكثر من 35 عاماَ.. الجزيرة 15/8/2025) وكانت أذربيجان وأرمينيا قد أصدرتا بيانا مشتركا يوم 11/8/2025، وذلك على أثر الاتفاقية الموقعة بينهما بواشنطن في 8/8/2025، يطالبان الأطراف الأخرى بحل مجموعة مينسك التي شكلت عام 1992 لحل الإشكاليات بين البلدين. ونصت على فتح الاتصالات بينهما للنقل المحلي والثنائي والدولي.. فكيف تم ذلك في الوقت الذي كانت فيه العلاقات بينهما متوترة وتتخللها حروب وخاصة في الفترات الأخيرة؟ وما هي الأغراض المقصودة منها؟ وجزاكم الله خيرا.
الجوا
لقد دخل ترامب حلبة السياسة وليس له أي تجربة أو خبرة في أي عمل سياسي. وقد راهن منذ البداية على قاعدة بيضاء استطاع الوصول إليها عبر تقديم نفسه لها أنه من خارج دائرة السياسيين التقليديين، وكان يضرب على وتر العنصرية والكراهية لأصحاب البشرة المختلفة والعداء للمسلمين. وقد استطاع أن ينشئ قاعدة قوية سُميت بـ"ماجا" وهي اختصار لـ"Make America Great Again" أي "اجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى". والملاحظ أن قاعدته الانتخابية الآن تتكون من أربعة أقسام رئيسية:
القسم الرئيسي: هم النصارى الإنجيليون ويشكلون حوالي ثلث عدد سكان أمريكا، وهؤلاء من أشد المؤيدين لكيان يهود، ومن أقوى لوبيات الضغط والمتبرعين للكيان. ويؤمنون بأن وجود كيان يهود يعجل بعودة مخلّصهم. وقد أُعجب الإنجيليون بقرارات ترامب في فترة حكمه الأولى مثل نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، والاعتراف بضم هضبة الجولان، ونشاطه في اتفاقيات أبراهام. وقد صوت له ما يقارب 80% منهم في انتخابات 2024م.
ينتقل مشروع ممر زانجيزور من مرحلة التفاوض إلى مرحلة التنفيذ الفني. تعمل أذربيجان بنشاط على تطوير البنية التحتية للنقل على أراضيها، بما في ذلك على طول حدود نخجوان. كما أكدت تركيا استعدادها لتوفير خط سكة حديد عبر قارص. وفي الوقت نفسه، رفضت أرمينيا من جانب واحد قبول مشروع الممر، وطالبت بالسيطرة الكاملة على طريق النقل على أراضيها. وهذا يعني أن تنفيذ هذا المشروع يعتمد على الاتفاقيات السياسية بين أرمينيا وأذربيجان ومواقف القوى الخارجية الكبرى التي ترغب في التدخل في هيكل النقل الجديد في المنطقة.
للوهلة الأولى، تبدو هذه المبادرة اللوجستية بمثابة صراع مصالح بين جهات إقليمية فاعلة مثل أذربيجان وأرمينيا وتركيا. ولكن الواقع يشير إلى أن ممر زانجيزور لا يزال يتحول إلى ساحة تنافس عالمي، تسعى أمريكا والصين وروسيا للسيطرة عليه. لا يقتصر هذا الصراع على البضائع فحسب، بل يشمل أيضاً وسيلة للتأثير على ممرات النقل، وفتح الوصول إلى الأسواق، وتغيير التوازن الاستراتيجي في أوراسيا.
بتاريخ 12/8/2025م، شهدت العاصمة الأردنية عمّان اجتماعاً ثلاثياً ضمّ الأردن وسوريا وأمريكا، بحضور وزيري خارجية سوريا أسعد الشيباني، والأردن أيمن الصفدي، ومبعوث أمريكا الخاص توم باراك، وذلك في إطار ما سُمّي بمحاولة "احتواء أزمة السويداء ودعم استقرار سوريا". غير أن هذا الاجتماع، وما سبقه من أحداث في السويداء من اشتباكات مسلحة، وغارات لكيان يهود على دمشق ومحيطها، وانتهاكات واسعة بحق أبناء العشائر والبدو، يؤكد أن الغاية الحقيقية ليست الاستقرار، بل هي تثبيت نفوذ أمريكا وفرض حلول على الأرض تُرضي أعداء الأمة وتُقصي صوت الحاضنة.
فبعد إعلان وقف إطلاق النار في السويداء، إثر صدامات بين فصائل تتبع ليهود بشكل مباشر والعشائر، ووسط تصعيد مباشر ليهود عبر القصف الجوي، جاءت سلسلة اجتماعات منها في باريس وآخرها اجتماع الأردن الثلاثي حاملاً رسالة واضحة ومفهومة بأن مصير سوريا يُدار في الغرف المغلقة، بإشراف أمريكي ورعاية إقليمية، وأن كل ما جرى من أحداث مضت وآخرها حدث السويداء ليس سوى
فجر الجمعة 8/8/2025 أقر المجلس الأمني الوزاري في كيان يهود خطة للسيطرة على غزة، وأفاد مكتب رئيس وزراء يهود بأن الخطة تهدف إلى:
أولا: نزع سلاح حماس، ثانيا: إعادة جميع الأسرى أحياءً وأمواتاً، ثالثاً: نزع سلاح جميع الفصائل، رابعاً: السيطرة الأمنية على قطاع غزة، خامساً: إقامة إدارة مدنية بديلة لا تتبع لحماس ولا السلطة الفلسطينية.
وفي ظل التباينات الداخلية في الكيان أثارت هذه الخطة انتقادات دولية عارمة من الاتحاد الأوروبي وبريطانيا، وتداعى مجلس الأمن للانعقاد واستنكرتها البلاد الإسلامية والأمم المتحدة بكافة مسؤوليها، فماذا وراء هذه الخطة؟ ولماذا ثار العالم ضدها وبالذات الدول المؤثرة والفاعلة مثل فرنسا والصين وروسيا وبريطانيا؟ حيث يبدو للناظر أن هؤلاء قد صحت مشاعرهم! فأقول لربما ذلك يرجع للأسباب التالية:
للاطلاع على احدث ما ينشر من الاخبار والمقالات، اشترك في خدمة موقع جريدة الراية للبريد الالكتروني، وستصلك آخر الاخبار والمقالات بدون ازعاج بإذن الله على بريدك الالكتروني