انعقدت جلسة مجلس الأمن الدولي بنيويورك يوم الاثنين بشأن الوضع في السودان، بمشاركة كافة أعضاء المجلس الدولي. وقدم رئيس الوزراء السوداني، الدكتور كامل إدريس، خطاب إحاطة للمجلس عن الأوضاع في السودان، ورافق رئيس الوزراء إلى نيويورك مستشاروه، د. حسين الحفيان، ونزار عبد الله، والسفير بدر الدين الجعيفري. (وكالة سونا للأنباء، 22/12/2025).
واستعرض د. كامل إدريس بنود مبادرة حكومة السودان للسلام، التي تتمثل في (إعلان وقف إطلاق نار شامل برعاية دولية على أن يتم انسحاب الميليشيا من كافة المناطق المحتلة وفقا لإعلان منبر جدة، فضلا عن تجميع قوات المليشيا في معسكرات يتم تحديدها والتوافق عليها، تحت إشراف الأمم المتحدة، والاتحاد الأفريقي، والجامعة العربية، وتسهيل وتأمين عودة النازحين واللاجئين، إلى مناطقهم الأصلية، وانسياب المساعدات الإنسانية إلى كافة المناطق، إلى جانب نزع سلاح المليشيا نزعا شاملاً بمراقبة دولية، مع ضمانات بعدم تدوير الأسلحة.
كما تتخذ الحكومة السودانية تدابير بناء الثقة، تأسيسا على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2736 لضمان الاستجابة للمبادرة، مع اتخاذ جوانب سياسية واقتصادية وأمنية واجتماعية، تتعلق بالملاحقة القانونية بشأن الحق العام، فضلا عن تبني سياسات تتعلق بعدم حرمان أي سوداني من استخراج الأوراق الثبوتية، ومراجعة البلاغات الجنائية، وتوفيق أوضاع من يرغب في العودة إلى البلاد، كما تتضمن المبادرة دمج الأفراد المستوفين للعودة، من خلال تنفيذ برنامج نزع السلاح وجبر الضرر، ودعم المشاريع الاقتصادية في دارفور، وكردفان، والولايات المتضررة الأخرى، وإعادة الإعمار.
ويكون ذلك بقيام مؤتمرات دولية، ومحلية شاملة، لترسيخ السلم المجتمعي، والمصالحات، بالتعاون مع الأمم المتحدة، والمانحين، والدول الصديقة. ثم انعقاد الحوار السوداني-السوداني خلال الفترة الانتقالية، بين كافة القوى السياسية لحكم البلاد عبر الانتخابات.
مؤكداً أن المبادرة سودانية، وأنها لم تفرض من أي جهة، وأنها صنعت بأيدي سودانية، وأنها ليست من أجل الفوز في حرب، بل لإنهاء دائرة العنف المفرغة، مؤكدا أن الحرب شنتها المليشيا... وقال كامل إن مبادرة السلام تعبر عن رؤية حكومة الأمل، لوضع حد لعدوان المليشيا وداعميها لحماية المدنيين، وحقنا للدماء، وصونا لتراب الوطن، وحفظا للسلم والأمن الدوليين) (وكالة سونا للأنباء)
هنا نقف ونسأل، ما هي مخرجات الجلسة السابقة، التي شارك فيها أيضا رئيس الوزراء، هل أوقفت الحرب وشلال الدماء المنهمر؟! ولماذا نتوجه إلى دول الغرب في حل مشاكلنا، مع العلم أنها هي نفسها التي تغذي هذه الحرب طمعا في ثرواتنا ومواردنا؟! وما الجديد التي تنتظره، وتتشبث به الحكومة السودانية من هذه الجلسة؟
لتأكيد ما ذهبنا إليه بأن الغرب لن يحل مشكلتنا بل يفاقمها، فلنقف مع حديث المسؤولين الأوروبيين، ومساعد الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون الشرق الأوسط، خالد خياري، الذي يحذر من تطورات الصراع في السودان، وأبعادها الإقليمية، حيث قال (إنه إذا لم يتم التصدي لهذه التطورات فقد ينخرط جيران السودان في صراع إقليمي داخله وحوله، منبها إلى الاستخدام المتزايد للطائرات المسيرة في شن غارات عشوائية، من قبل الطرفين، ما يتسبب في سقوط أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين، وفقا لأخبار الأمم المتحدة). (الحدث السوداني).
إذاً، طالما أن التقارير ترفع على رأس كل ساعة من وفود الأمم المتحدة الموجودة في السودان، فلماذا لم تتخذ قرارات فورية لوقف الحرب؟ لأن هذه المنظمة لا تملك غير التحذير والعويل، فما هي إلا أداة بيد أمريكا توجهها حيث تشاء، وإبعاد أوروبا بأي شكل كان.
فيما قال التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة "صمود" إن خطاب رئيس الوزراء، كامل إدريس، أمام مجلس الأمن، والذي طرح فيه ما أسماها بمبادرة "حكومة الأمل للسلام"، لم تقدم أي جديد، سوى التأكيد على استمرار الحرب وتصاعدها وتفاقم تبعاتها الكارثية على البلاد. وحذر التحالف في بيان من محاولات التهرب من خارطة طريق الرباعية، مؤكداً أن السلام العادل يمر بتطبيقها، ودعا القوات المسلحة وقوات الدعم السريع والمجتمع الدولي للالتزام الفوري بالهدنة الإنسانية ووقف الحرب دون أي تأخير. (العربية السودان)
وقد أماط الدبلوماسي الأمريكي، كاميرون هيدسون، اللثام وكشف الغرض الحقيقي لجلسات مجلس الأمن، وهي إطالة أمد الحرب، حتى تنضج الطبخة الأمريكية، وهي بالتأكيد ما تخطط له غرف واشنطن المظلمة، وما ينبغي تنفيذها لتفكيك وحدة السودان، حيث قال هيدسون في كلمته بجلسة مجلس الأمن الدولي (إن الإمارات استخدمت خلال السنتين الماضيتين، نفوذها السياسي عبر القرن الأفريقي، بجسر جوي عسكري واسع وكبير، لنقل الأسلحة للمليشيا عبر أنظمة تعمل معها في تشاد وليبيا وأفريقيا الوسطى وجنوب السودان والصومال ومنطقة بورتلاند في الصومال، هذه الأسلحة طورت قدرة المليشيا ومكنتها من ارتكاب الفظائع. واتهم المليشيا المتمردة بارتكاب جرائم الحرب منذ دخولها الفاشر وأنها ارتكبت أسوأ الجرائم والانتهاكات، طيلة فترة الحرب، من تطهير عرقي وقتل طال عشرات الآلاف من المدنيين العزل، وأنها قامت بحرق جثث بعضهم. ودعا مجلس الأمن إلى ضرورة التحرك العاجل، واتخاذ إجراءات واضحة تجاه المتورطين، منوها إلى أن المليشيا تلقت أسلحة حديثة وتكنولوجيا متقدمة ومسيرات متطورة، كدعم من أطراف خارجية، ما زاد من حدة الحرب وإطالة أمدها. وأبدى كاميرون أسفه بأن بعض من يدعمون الحرب بالسودان هم أعضاء بمجلس الأمن الدولي. ونبه إلى التحرك الدولي بشكل عاجل وعدم انحراف السودان للتجزئة والانهيار، وعدم السماح بذلك حتى لا يؤثر على المنطقة بأسرها) (وكالة سونا للأنباء، ٢٣/١٢/٢٠٢٥).
إن الدول التي اتهمها هدسون بتأجيج حرب السودان تخضع لنفوذ أمريكا، ورؤية حكومة السودان لم تخرج من إطار الرباعية بقيادة أمريكا ومخرجات اتفاق جدة ٢٠٢٣م.
إذاً يا أهل السودان، إن الحل والمخرج هو واحد لا غير، وهو رجوعكم لإسلامكم، وبحلول شهر رجب هذا العام تكون قد مرت ١٠٥ سنوات هجرية على هدم دولة الخلافة على يد الغرب الكافر المستعمر وبمساعدة خونة العرب والترك، فلنجعل السودان في ذكرى هدم دولة الإسلام الأولى مركزا لدولة الإسلام الثانية التي بشر بها المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه، يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا للهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾.
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية السودان






















رأيك في الموضوع