إن عمالة دول الخليج للغرب الكافر المستعمر جعلت سياستها الاقتصادية تبعاً لقراراته، وليست نابعة من حاجة الأُمّة ولا تعكس تطلعاتها، حتى تحوّلت الثروات التي تزخر بها، والتي كان يمكن أن تبني المصانع الثقيلة، وتحيي الزراعة، وتدعم نهضة الأُمّة من جديد، إلى أدوات توازنٍ واسترضاءٍ في لعبة دولية لا يملك المسلمون فيها إلا دور المتلقي.
والمشكلة أن هذه الثروات تُدار بعقلية "الملك الخاص"، لا بعقلية "الرِّكاز" الذي هو لجميع المسلمين، فتتصرّف بها طغمةٌ مجرمة تبعثرها بين ملذاتها، وبين منحٍ تُقدَّم لدول الغرب عدوة الإسلام والمسلمين، لتتحول إلى عتادٍ وطائرات تُقصف بها بلادنا ويُقتل بها أبناؤنا!
لذلك فقد آن للأُمّة الإسلامية أن تستعيد وعيها، وأن تدرك أن ثرواتها ليست ملكاً لحاكمٍ عابر، ولا لطغمةٍ من السُّرّاق تعيش في أبراجها العاجية بعيداً عن معاناتها.
إن النفط والغاز والذهب وسائر الخيرات ليست صكوكاً تُمنح للغرب، ولا أرصدة تُهدر في قصور الحكّام وصفقاتهم؛ بل هي حقٌّ للأُمّة كلّها، وأمانةٌ حمّلها الله للأمة قبل الحكّام. ولذلك، فإنّ واجب شعوب هذه الأمة أن تعي قوتها وتكسر حاجز الخوف من حكامها، وتعلم أن النهضة لا تأتي بهبات الخارج ولا بوعود الغرب، بل حين تقول هي كلمتها وتنتزع حقّها. فالأُمّة التي تترك مالها بيد الطغاة تفقد مستقبلها، والأُمّة التي تستعيد ثرواتها تستعيد عزّها ومكانتها بين الأُمم. وذلك لا يكون إلا بعودة دولة الإسلام، فاعملوا جاهدين مع حزب التحرير على إقامتها خلافة راشدة على منهاج النبوة، من أجل عزّتكم وكرامتكم في الدنيا والآخرة.






















رأيك في الموضوع