إن الأمل، وعلى مدار التاريخ الإنساني، لا يولد في عالم الباطل، ولا الأوهام والكذب والتضليل، بل يولد الأمل دائما مع الحق والحقيقة والصدق، يحمله الأنبياء المرسلون من عند الله، وختمهم سيدنا محمد ﷺ برسالة الإسلام العظيم، تحمل بياناً شافياً في العقيدة، وأنظمة الحياة في الحكم، والاقتصاد، والاجتماع، وسياسة التعليم، والسياسة الخارجية، يعقد المسلمون أصحاب السلطان، أو من ينوب عنهم من أهل القوة والمنعة، يعقدون في هذا النظام البيعة لرجل منهم خليفة للمسلمين، وعندها يصبح نظام الخلافة قائما، فيولد الأمل في حياة كريمة في ظل الإسلام، للآتي:
أولاً: الخليفة سيطوي آخر صفحة من عيش المسلمين بالأنظمة الوضعية المستجلبة، هي وخبراء تطبيقها من الغرب الكافر، وسيبدأ في تطبيق أنظمة الإسلام، المأخوذة من الوحي بقوة الدليل.
ثانياً: سيبدأ الخليفة فوراً في تعيين المعاونين والولاة وغيرهم من الحكام، أو من يستعين بهم، ويشرع فورا في علاج مشكلات الرعية، بعيداً عن أية محاصصات، فالسلطان شرعاً للأمة، وليس لمن يحمل السلاح ويتخابر مع الخارج.
ثالثاً: سيقتلع خليفة المسلمين نفوذ الغرب الكافر من بلادنا، ويطهر مؤسسات الدولة من أدواته، ويتخذ من ثروة الأمة الفكرية، ومن ثرواتها المادية، سلماً ترتقي به لتكون الدولة الأولى في العالم كما كانت من قبل، ولمدة ستمائة عام خلت.
رابعاً: سيطهر الإسلام الذي يطبقه خليفة المسلمين، الوسط السياسي من العملاء وأدوات الغرب الكافر المستعمر، ومن خطاب العنصرية، ودعاوى الجاهلية التي تفرق رعايا الدولة، وعندها تكون فكرة رعاية شؤون الرعية جميعهم بالعدل والإحسان كفيلة بتفكيك دعاوى التهميش وغيرها من مصطلحات هي وليدة العيش في ظل أنظمة الغرب الكافر.
خامساً: سيجعل خليفة المسلمين القوة المسلحة في الدولة قوة واحدة، يرأسها خليفة المسلمين، ويوقف عبث صناعة مليشيات جديدة مع كل صباح جديد، بل والأنكى والأمر، أن بعضها يتم تدريبها في دول خارجية! ثم ننشد أملا وحياة كريمة، تحت ظلال هذه القوى المسلحة المتعددة!
هذا غيض من فيض أحكام الإسلام، عندما نقدمها مشروعاً للأمة يمكنها أن تبعث الأمل في حياة كريمة، ويوم توضع موضع التطبيق والتنفيذ، ستنقلب حياتنا رأساً على عقب فيتبع الأمل عملاً ينقلنا إلى اقتعاد ذرى المجد كما كنا من قبل، وما ذلك على الله بعزيز.
رأيك في الموضوع