بفضل تطبيق الدولة الإسلامية، لأحكام الإسلام في السياسة والحكم والاقتصاد والاجتماع والقضاء...إلخ كانت الرعية تتمتع بالأمن والطمأنينة، وقد شهد لها بذلك خصومها:
يقول الرحالة موتراي: (لقد بقيت في الدولة العثمانية أربع عشرة سنة، كانت حوادث السرقة فيها نادرة الحدوث مثل سائر الحوادث، أما في إسطنبول فمن النادر جداً حدوث سرقات، وكان عقاب من يقومون بقطع الطريق في الدولة العثمانية هو الموت على الخازوق، وخلال أربع عشر سنة عشت في إسطنبول ولم تقم تلك العقوبة إلا ست مرات فقط، وكلهم كانوا من الجنس الرومي، وليس معلوماً عن الأتراك قطع الطريق، ولهذا ليس هناك خوف على الجيوب من خفة اليد).
السير جيمس بورتر وكان سفيراً في إسطنبول، فقد قال رغم عدائه للأتراك وللإسلام: (إن الحوادث مثل قطع الطريق ونهب البيوت كانت وكأنها غير معروفة في المجتمع العثماني، ففي الحرب أو السلم كانت الطريق آمنة مثل البيوت ويمكن لأي شخص أن يسير بمفرده في الطرق الرئيسية في كل البلدان العثمانية، ومن المثير للعجب قلة الحوادث بشكل كبير، بالرغم من كثرة عدد الرحلات والمسافرين، ففي عدة سنوات يمكن مصادفة بعض الحوادث النادرة الحدوث).
ويذكر أبو جيني: (في تلك العاصمة العظيمة، يتركون حوانيتهم مفتوحة كل يوم، في الأوقات المعلومة يذهبون للصلاة، وفي الليل يغلقون أبواب بيوتهم على العادة بقفل خشبي، وبالرغم من ذلك لا تحدث السرقة في العام إلا ثلاث أو أربع مرات فقط، أما غلطة وبك أوغلو المشهور بأن معظم سكانها من النصارى فلا يمضي يوم إلا ويحدث فيها سرقات وجنايات).
أحد الرحالة الإنجليز نشر في جريدة ديلي نيوز عن الأمن والاستقامة في الدولة العثمانية يقول: (ذات يوم قمت باستئجار عربة نقل من أحد القرويين لنقل أغراضي وأغراض ضابط مجري صديق لي، وكانت كل الصناديق والأغراض مفتوحة ومكشوفة، وفيها المعاطف والفراء والأوشحة، فأردت أن اشتري بعض الأعشاب الجافة، فطلب مني أحد الأتراك الذين يتميزون باللطف والذوق، أن يرافقني، بعدها أخرج الرجل الثيران من العربة وتركها في وسط الطريق مع أغراضنا، ولما رأيته يبتعد ناديت عليه قائلا: يجب أن يبقى أحد هنا، فقال: لماذا؟ فقلت: لحراسة أغراضنا فقال: ولم هذا؟ لا تهتم إن بقيت أغراضكم في هذا المكان أسبوعا كاملا ليلا ونهارا فلن يمسها أحد، ولم أصر أنا أيضا على طلبي وذهبت، ولما رجعت وجدت كل شيء في مكانه، فقد كان الجنود العثمانيون يمرون من المكان بشكل دائم. إن هذه الحقيقة التي تواجه العين يجب أن تعلن على كل النصارى من على كراسي الكنائس في لندن، فبعضهم سيظن أن هذا مجرد رؤيا ولكن يجب أن يفيقوا من سباتهم هذا).
هذا ما شهد به الأعداء والخصوم، عن حالة الأمن والأمان في الدولة الإسلامية بفضل تطبيق الإسلام. أما اليوم، وفي ظل الدويلات الوطنية الوظيفية التي هندسها الكافر المستعمر لتحقيق مصالحه وغاياته الاستعمارية الخبيثة، وفرض عليها تطبيق النظام الرأسمالي، فسدت حياة المسلمين سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وأمنيا وكثرت الجرائم والقتل وانتهاك الأعراض وغيرها.
ولن يوجد الأمان والطمأنينة إلا بإقامة الخلافة، عن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال: «إِنَّمَا الْإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ».
رأيك في الموضوع