(مترجم)
أعلنت باكستان، يوم الاثنين، 14 تموز/يوليو 2025، تشكيل قوة أمنية جديدة تشمل مهامها مكافحة الشغب، وهو ما أثار مخاوف لدى أحزاب المعارضة وجماعات حقوق الإنسان من أن تستخدم لقمع السياسيين، في وقت يستعد فيه أنصار رئيس حزب حركة إنصاف المعتقل عمران خان، للتظاهر في الذكرى الثانية لتوقيفه. وقال وزير الدولة الباكستاني للشؤون الداخلية طلال تشودري "هذه قوة جديدة ستكون أكثر صرامة. نحن بحاجة إلى هذه القوة للحفاظ على الأمن الداخلي". (الجزيرة نت)
لقد أصبح هذا الخبر خبرا متداولا في وسائل الإعلام العالمية والعربية خلال ساعات، والانتباه الواسع لهذا الخبر ليس مستغربا بسبب أهمية باكستان التي تملك سابع أكبر قوات مسلحة في العالم. والهدف المعلن لهذه القوة ليس مستغربا أيضا باعتبار حال الأنظمة في بلاد المسلمين حاليا بالنسبة للمعارضة الشعبية ضدها كلها بسبب فشلها في رعاية شؤون الناس وعمالتها للمستعمرين في شكل غير مسبوق منذ هدم الخلافة عام 1342هـ (1924م).
تواجه الأنظمة الوضعية هذه المعارضة القوية حتى أصبحت كلها غير مستقرة بسبب اعتمادها على الدعم الخارجي من قوى الغرب بدلا من الدعم الطبيعي من الحاضنة الشعبية. لم تستطع هذه الأنظمة أن تحصل على رضا المسلمين بسبب رفضها تطبيق الإسلام عليهم وحمايتهم من أعدائهم. وبسبب عدم وجود الأدلة المقنعة التي تبرر مواقفها الخيانية، فإن هذه الأنظمة تعتمد على التجبر ونشر الخوف والاعتقال والاختطاف وحتى الاغتيال من أجل بقائها.
أما بالنسبة لباكستان بالخصوص فهي مثال بارز للأنظمة غير المستقرة في بلاد المسلمين وليست استثناء على أي نحو. فقد أصبح المسلمون في باكستان غاضبين ضد النظام الحالي بسبب القضايا المتعددة والبارزة، ومنها رفض النظام إرسال الجيش الباكستاني القوي لنصرة غزة، وفشله في مجال الاقتصاد حتى أصبح أغلب الناس فقراء على الرغم من الثروات الكثيرة والمتنوعة تحت أقدامهم، ومحاولاته البارزة لإيجاد المناخ الفاسد المفسد للجيل الجديد عبر المعاهد التعليمية ووسائل التواصل الإلكتروني. وبات الحديث عن الحاجة لثورة إسلامية عامّاً بين الناس وليس محصورا في الواعين والمؤثرين.
والسؤال لجماعات حقوق الإنسان في باكستان هو لماذا يسمح الغرب بإصدار هذه السياسات القمعية لحكام المسلمين بينما يدعو دائما إلى حرية الرأي والمشاركة السياسية وحق التجمع السياسي؟ الجواب هو وعي حكام الغرب ومخططي السياسات عندهم على الخطر الوجودي لبقاء الأنظمة العميلة بسبب الوعي العام المرتفع والمتزايد بين المسلمين. لا يشعر الغرب بهذا الخطر من المعارضة العادية المكونة من الأحزاب السياسية التي تشارك في النظام الخادم للاستعمار حتى يأمر الغرب بتغيير الوجوه في هذا النظام وفتح الطرق أمام المعارضين لحصولهم على السلطة لبقاء النظام الاستعماري، بل يشعر بهذا الخطر من الذين يسميهم الإسلاميين والمتطرفين بسبب مطالباتهم بإزالة الأنظمة بشكل جذري واستبدال الحكم بما أنزل الله سبحانه بها.
إن علامات هذه الرغبة بتطبيق شرع الله تعالى واضحة في التعبير السياسي الحر للمسلمين بعيدا عن القبضة الحديدية وعيون السلطات التي تراقب. والأمثلة كثيرة على هذا التعبير الطيب موجودة في المجموعات الخاصة ووسائل التواصل الإلكتروني والتجمعات في البيوت والاتصال الحي بين الناس والحديث في الشوارع والمساجد. فالمسلمون في أحاديثهم عن السياسة يذكرون الآيات الكريمة والأحاديث المباركة والأمثلة المتنورة من الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم أجمعين. وهذا التعبير يمثل الوسط السياسي الجديد للخلافة الراشدة الثانية القائمة قريبا بإذن الله.
أيها المسلمون في البلد الطاهر باكستان: يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللهُ إِلَيْكَ﴾. يجب عليكم أن تستمروا في مطالباتكم بتطبيق الحكم بكتاب الله تعالى وسنة رسوله ﷺ رغم محاولات عملاء المستعمرين. يجب عليكم أن تستمروا في اتصالكم مع المخلصين الواعين الذين يحملون الدعوة إلى الإسلام ويسعون لإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة. قال رسول الله ﷺ: «أَلَا لَا يَمْنَعَنَّ أَحَدَكُمْ رَهْبَةُ النَّاسِ أَنْ يَقُولَ بِحَقٍّ إِذَا رَآهُ أَوْ شَهِدَهُ فَإِنَّهُ لَا يُقَرِّبُ مِنْ أَجَلٍ وَلَا يُبَاعِدُ مِنْ رِزْقٍ». ويجب عليكم أن تتصلوا مع أقاربكم وأصدقائكم في الجيش الباكستاني حتى يزيلوا النظام الباطل ويقيموا حكم الإسلام كما سبقهم الأنصار رضي الله عنهم في ذلك في المدينة المنورة.
أيها الضباط في القوات المسلحة الباكستانية: عليكم أن تقفوا بجانب المسلمين ضد الحكام الظالمين. أعطوا النصرة لإقامة الخلافة على منهاج النبوة، واخلعوا عروش هذه القيادات السياسية والعسكرية، على خطا سعد بن معاذ رضي الله عنه وأنصار المدينة، وقوموا بإرساء أسس استئناف الحضارة الإسلامية، ونالوا أعظم شرف بجعل باكستان نقطة الارتكاز لعودة الحكم الإسلامي، وعودة الحكم بشريعة الله، وعودة الأمة الإسلامية قائدة للبشرية. وإن الله سبحانه وتعالى معكم وسينصركم. يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾.
بقلم: الأستاذ مصعب عمير – ولاية باكستان
رأيك في الموضوع